Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 81-86)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّآ أَلْقَواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ } [ يونس : 81 ] والتمويه ، { إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ } [ يونس : 81 ] بثعبان الذكر ، فإنه حق التمويه باطل ، وإذا جاء الحق وزهق الباطل ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } [ يونس : 81 ] من أهل التمويهات . { وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ } [ يونس : 82 ] أي : الذكر ، { بِكَلِمَاتِهِ } [ يونس : 82 ] وهي لا إله إلا الله ، { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } [ يونس : 82 ] من أهل الهوى من النفوس المتمردة الأمارة بالسوء ، { فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ } [ يونس : 83 ] القلب ، { إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ } [ يونس : 83 ] وهي صفاته ويجوز أن يكون إلهاً في قومه راجعة إلى فرعون النفس أي : ما آمن لموسى القلب إلا بعض صفات فرعون النفس ، فإنه يمكن تبديل أخلاقها الذميمة بالأخلاق الحميدة القلبية . { عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ } [ يونس : 83 ] يعني : من خوف فرعون النفس والهوى والدنيا وشهواتها بأن تبدلوها بأخلاقها الطبيعية التي جبلت النفس عليها ، وبهذا يشير إلى أن النفس وإن تبدلت صفاتها الأمارية إلى المطمئنة لا يؤمن مكرها وتبدلها من المطمئنة إلى الأمارية كما كان حال بلعام وبرصيصا ، { أَن يَفْتِنَهُمْ } [ يونس : 83 ] بالدنيا وشهواتها للمجاوزين حد الطريقة والشريعة في تحصيل ملاذها وشهواتها وترجع النفس قهقري إلى إشارتها ، { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ } [ يونس : 83 ] النفس . { لَعَالٍ } [ يونس : 83 ] أي : لها علو وقوة ، { فِي ٱلأَرْضِ } [ يونس : 83 ] البشرية بالتصرف فيها ، { وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } [ يونس : 83 ] المجاوزين حد الشريعة والطريقة في تحصيل ملاذها وشهواتها ، { وَقَالَ مُوسَىٰ } [ يونس : 84 ] القلب ، { يٰقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِٱللَّهِ } [ يونس : 84 ] أي : قال موسى القلب مع صفاته أي : مع صفات النفس التي آمنت بما جاء القلب من الذكر والإلهام ومواهب الحق إن كان إيمانكم حقيقياً من الله وهدايته . { فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوۤاْ } [ يونس : 84 ] إلا على الدنيا وملاذها ، { إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ } [ يونس : 84 ] إن استسلمتم الله وفوضتم أموركم إليه ، { فَقَالُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا } [ يونس : 85 ] لا على غيره ، ثم رجعوا إلى الله تأكيداً لتوكلهم عليه ، وطلبوا منه ألا يفتنهم بالقوم الظالمين وهم فرعون النفس والهوى والدنيا فقالوا : { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ يونس : 85 ] ، { وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ } [ يونس : 86 ] أي : خلصنا ، { مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } [ يونس : 86 ] أي : من شر قوم يسترون الحق بالباطل ويستعملوننا في التخلق بأخلاقهم الذميمة .