Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 101, Ayat: 6-11)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } [ القارعة : 6 ] في ذلك الموقف بثقيل الأعمال الصالحة التي صدرت من القوى القالبية { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ القارعة : 7 ] بها من التنعم بما تشتهي نفسه ، { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } [ القارعة : 8 ] عن الأعمال الصالحة { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } [ القارعة : 9 ] ؛ يعني هو ولد الهاوية ؛ لصدور الأعمال المتولدة من الهوى المدخرة لهذه البلوى ، والهاوية ربها في حجر القلب { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } [ القارعة : 10 ] أيها المسكين ، أما تفطن إشارة الحق بقوله تعالى : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } [ القارعة : 9 ] لكي تشتغل بدفع هذه الأم ، وتتبع الأب الذي هو يهديك إلى النعيم الأبدي ؛ وهو القوة الروحانية النورانية ، وأمك هي القوى القالبية الظلمانية ، تدسك في شراب الطبيعة وتأمرك بتربية القالب الذي هو في الحقيقة أنتن من الجيفة ، والله تعالى أعطاك قشر القالب يسلم لبك فيه ، ويأمن من كدورات عالم الحدث ، اللب قشر القشر ليكون حجاباً بينك وبين الغيب ، ليتمتع باللذات الخسيسة الشهادية ، ولا ينقص عليك ذكر الغيب عيش عاجلك حتى تقرع القارعة بمقرعتها قشرك ، فيرى لبك الباطل المبطل حقوقه باستيفاء القشر عنه حظاً ظلمانياً صرفاً ، فتتحسر على تضييع لبك الحقيقي الباقي معك غير الويل الدائم على نفسك .