Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 14-16)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ } [ يوسف : 14 ] أي : أهلكه الشيطان ، { وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ } [ يوسف : 14 ] لأن خسران جميع أعضاء الإنسان في هلاك القلب ، وذبحها في سلامة القلب ، { فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ } [ يوسف : 15 ] وذلك لأن إلقاء القلب العلوي في سفل جب القلب إنما يكون بإجماع الحواس وقوى البشرية باستعماله في طلب الشهوات . ثم قال : { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ } [ يوسف : 15 ] أي : إلى يوسف القلب ، { لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا } [ يوسف : 15 ] أي : بما أرادوا أن يضروك فينفعوك ، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ يوسف : 15 ] يشير إلى أن من خصوصيته تعلق الروح بالقالب أن يتولد منها القلب العلوي والنفس السفلية والقوى والحواس ، فيكون ميل الروح والقلب ونزاعهما إلى عالم الروحانية ، وميل النفس والقوى والحواس إلى عالم الحيوانية ، فإن وكل الإنسان إلى طبعه تكون الغلبة للنفس والبدن على الروح والقلب وهذا حال الأشقياء ، وإن أيد القلب بالوحي في غيابة جب القالب إذ سبقت له العناية الأزلية يكون القلب للروح والقلب على النفس والبدن وهذا حال السعداء ، { وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ } [ يوسف : 16 ] .