Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 1-5)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الۤر } [ يوسف : 1 ] يشير بالألف إلى الله ، وباللام إلى جبريل ، وبالراء إلى الرسول ؛ أي : ما أنزل الله تعالى على لسان جبريل على قلب الرسول ، { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } [ يوسف : 1 ] أي : تلك دلالة كتاب المحبوب ؛ ليهدي أعجب البيان طريق الوصول إلى المحبوب ، { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ } [ يوسف : 2 ] أي : كتابنا ، { قُرْآناً عَرَبِيّاً } [ يوسف : 2 ] أي : كسوناه للقراءة كسوة العربية . { لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [ يوسف : 2 ] حقائق معانيه وأسراره ومبانيه وإشاراته بما أزهى لغتكم كما أنزلنا التوراة على أهلها بلغة العبري ، والإنجيل بلغة السرياني يشير به إلى أن حقيقة كلام الله تعالى منزهة في كلاميته عن كسوة الحروف والأصوات واللغات ؛ ولكن الخلق يحتاجون في تعقل معانيه إلى كسوة الحروف واللغات . { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } [ يوسف : 3 ] أي : أحسن قصة تدل المحب على طريق الرجوع والسلوك والوصول إلى المحبوب ، وإن كان في كل قصة من القصص التي ذكرناها في القرآن نوع من هذا ، ولكن قصة يوسف أحسنها وأجملها وأكملها وأتمها مناسبة ومشابهة بأحوال الإنسان ، ورجوعه إلى الله ووصوله إليه ؛ وذلك لأنها تشير إلى معرفة تركيب الإنسان من الروح والقلب والسر والنفس ، وخواصه الخمسة الظاهرة ، وقواه الستة الباطنة ، والبدن وابتلائه بالدنيا ، وغير ذلك إلى أن يبلغ الإنسان أعلى مراتبه كما سيجيء شرحه في مواضعه إن شاء الله تعالى وحده . { بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } [ يوسف : 3 ] أي : ندلك بنور إيحاء القرآن إليك على أحسنية هذه القصة ، { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ } [ يوسف : 3 ] أي : قبل نور الإيحاء ، { لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ } [ يوسف : 3 ] عن هذه الحقائق والدقائق ؛ لأنها لا تدرك إلا بنور الوحي . { إِذْ قَالَ } [ يوسف : 4 ] عالم الأرواح ، { يُوسُفُ } [ يوسف : 4 ] القلب ، { لأَبِيهِ } [ يوسف : 4 ] يعقوب الروح ، { يٰأَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ } [ يوسف : 4 ] بنور الروحانية ، { أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً } [ يوسف : 4 ] وهي : الحواس الخمس من السمع والبصر والشم والذوق واللمس ، والقوى الستة من المتفكرة والمتذكرة والحافظة والمتخيلة والمتوهمة والحس المشترك ، فإن كل واحد من هذه الحواس والقوى كوكب مضيء يدرك به معنى مناسب به وهم إخوة يوسف القلب ؛ لأنهم تولدوا بازدواج يعقوب الروح وراحيل النفس كلهم بنواب واحد ، { وَٱلشَّمْسَ } [ يوسف : 4 ] شمس الروح والنفس والحواس والقوى . { قَالَ يٰبُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً } [ يوسف : 5 ] يشير إلى أن للحواس والقوى حسداً على القلب لما أودع الله فيه من استدارة قبول الفيض الإلهي ما لم يودع فيها ، فلها كيد على حسب حسدها مع القلب بتقوية الشيطان وأعوانه ، { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [ يوسف : 5 ] .