Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 6-6)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم عبَّر يعقوب بالروح عن رؤيا يوسف القلب بقوله : { وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ } [ يوسف : 6 ] عن سائر المخلوقات فضلاً عن أقربائك ، { وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } [ يوسف : 6 ] وهو العلم اللدني الذي يختص به القلب ، { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ } [ يوسف : 6 ] بأن يتجلى لك ويستوي عليك إذ القلب عرش حقيقي لله تبارك وتعالى دون ما سوى الله كما قاله تعالى : " لا يسعني أرضي ولا سمائي وإنما يسعني قلب عبدي المؤمن " وهذا الاستحقاق كان ليوسف القلب مختصاً بكمال الحسن . { وَعَلَىٰ ءَالِ يَعْقُوبَ } [ يوسف : 6 ] أي : إذا تجلى الله تبارك وتعالى للقلب تنعكس أنوار التجلي على مرآة القلب عن جميع المتولدات في الروح ، كالحواس والقوى وغير ذلك من آل يعقوب الروح ، { كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ } [ يوسف : 6 ] وهما : { إِبْرَاهِيمَ } [ يوسف : 6 ] السر ، { وَإِسْحَاقَ } [ يوسف : 6 ] الخفي ، وبهما يستحق القلب قبول فيض التجلي ، ولله في هذا ألطاف خفية لا يطلع عليها إلا صاحب وقت مع الله لا يسعه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، { إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ } [ يوسف : 6 ] بهذه الأحوال ، { حَكِيمٌ } [ يوسف : 6 ] فيما يضعها عند المخصوصين بها .