Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 21-21)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ } [ يوسف : 21 ] وهو عزيز مصر الشريعة أي : الدليل والمربي على جادة الطريقة ؛ ليوصله إلى عالم الحقيقة ، { لاِمْرَأَتِهِ } [ يوسف : 21 ] وهي الدنيا ، { أَكْرِمِي مَثْوَاهُ } [ يوسف : 21 ] اخدمي له في منزل الجسد بقدر حاجته الماسة . { عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَآ } [ يوسف : 21 ] حيث يكون صاحب الشريعة ، وملكاً من ملوك الدنيا يتصرف فينا بإكسير النبوة فتصير الشريعة حقيقة والدنيا آخرة ، { أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً } [ يوسف : 21 ] نربيه بلبان ثدي الشريعة والطريقة والفطام عن الدنيا الدنية ، { وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلأَرْضِ } [ يوسف : 21 ] يشير إلى تمكين يوسف القلب في أرض البشرية إنما هو ليعلم علم تأويل الرؤيا وهو علم النبوة ، كما قال : { وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } [ يوسف : 21 ] فكما أن الثمرة على الشجرة إنما تظهر إذا كان أصل الشجرة راسخاً في الأرض ، فكذلك على شجرة القلب إنما تظهر ثمرات العلوم اللدنية والمشاهدة الربانية إذا كان قدم القلب ثابتاً في طينة الإنسانية . { وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ } بمعنيين : أحدهما : أن يكون الله غالباً على أمر القلب أي : يكون الغالب على أمره ومحبة الله وطلبه ، والثاني : أن يكون الغالب على أمر القلب جذبات العناية لتقيمه على صراط مستقيم الفناء منه والبقاء بالله ، فتكون تصرفاته بالله ولله وفي الله ؛ لأنه باقٍ بهويته ، فإنٍ عن أنانية نفسه ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [ يوسف : 21 ] أنهم خلقوا مستعدين لقبول هذه الكمالية يصرفون استعدادهم فيما يورثهم النقصان والخسران .