Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 25-27)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا } [ إبراهيم : 25 ] من أنوار المشاهدات وأثمار المكاشفات { كُلَّ حِينٍ } بتقرب العبد إلى ربه يتقرب الرب تعالى إليه ، وهو معنى قوله : { بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ } لمن نسي العهد الأول واستحقاقه لقبول فيض الألوهية وترك السعي في طلب تلك السعادة العظمى وأبطل استعداده في طلب الدنيا والإعراض عن المولى فهو أعظم البلوى والطامة الكبرى { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } الحالة الأولى وقربهم من المولى ، ويتفضلون بها ويعلمون أن هدى الله هو الهدى . { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ } [ إبراهيم : 26 ] وهي كلمة تتولد من خباثة النفس الخبيثة الظالمة لنفسها بعقيدة السوء في ذات الله وصفاته ، أو باكتساب المعاصي والظالمة لغيرها بالتعرض لعرضه وماله { كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } وهي النفس الخبيثة الأمارة بالسوء { ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ } بظهور المعاملات الخبيثة فوق أرض البشر { مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } لأنها من الأعمال الفانيات الفاسدات لا من الباقيات الصالحات . { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ } [ إبراهيم : 27 ] أي : يمكنهم في مقام الإيمان بملازمة كلمة لا إله إلا الله والسير في حقائقها { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي : في مدة بقائهم في الدنيا { وَفِي ٱلآخِرَةِ } أي : بعد مفارقة البدن به يشير إلى أن سير أصحاب الأعمال ينقطع عند مفارقة الروح عن البدن ، وسير أرباب الأحوال الذين ثبت الله تعالى بأنوار الذكر أرواحهم وسيرهم في ملكوت السماوات والأرض ، بل طيرهم في عالم الجبروت بأجنحة أنوار الذكر وهي جناحا النفي والإثبات ، فإن نفيهم بالله عما سواه وإثباتهم بالله في الله لا ينقطع أبد الأبدين { وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } أي : يضل أصحاب النفوس الخبيثة الظالمة عن سبيل الرشاد في الإنارة بنور الألوهية بأن يخذلهم في طلب الدنيا وشهواتها ليذرهم في دركات جهنم النفوس حيناً .