Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 88-89)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال تعالى شاهداً أو دليلاً على ما قررناه لكلامه : { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } [ الإسراء : 88 ] أي : جامعاً لما ذكرناه { لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ } [ الإسراء : 88 ] من الإنس والجن { لِبَعْضٍ ظَهِيراً } [ الإسراء : 88 ] أميناً وناصراً . ولفظ الجن يتناوله الملائكة وكل من لم يدركه حس البصر لأنهم مستورون عن البصر يقال : جن بترسه إذا استتر به ؛ ولهذا قيل للترس المجنّ ، وإنما قلنا للباقون بمثله ؛ لأنه ليس لكلام الله مثل ؛ إذ كلامه صفته ، وكما أنه ليس لذاته تعالى مثل وكذلك ليس لصفاته مثل ؛ لأنها قديمة قائمة بذاته تبارك وتعالى وصفات المخلوق مخلوقة قابلة للتغيير والفناء . ثم قال : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } [ الإسراء : 89 ] أي : وجهنا ودبرنا لمن نسي الطريق إلينا في معاني هذا القرآن وأسراره وإشاراته من كل طريقة وسبب وإرشاد يتعلق بالروح إلينا { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ } [ الإسراء : 89 ] الرجوع إلينا وما اختاروا { إِلاَّ كُفُورا } [ الإسراء : 89 ] جحوداً أو إنكاراً أو إصراراً على كفران نعمة الدين والقرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم .