Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 103-106)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أخبر عن الأخسرين الأولين بقوله تعالى : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [ الكهف : 103 - 104 ] يشير إلى : أهل الأهواء والبدع وأهل الرياء والسمعة ، فإن اليسير من الرياء شرك ، وإن الشرك محبط الأعمال كقوله تعالى : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [ الزمر : 65 ] إن هؤلاء القوم يبتدعون في العقائد ويراءون بالأعمال ينتفعون بها ، ويعود وبال البدعة والرياء إليهم ، { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } [ الكهف : 104 ] وإن حجاب الحساب من أعظم الحجب وهم الأخسرون . { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ } [ الكهف : 105 ] أي : كفروا كفران رؤية نعمة ربه آيات ربهم وشواهد الحق ، { فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } [ الكهف : 105 ] بالكفران ، { فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً } [ الكهف : 105 ] ؛ لأن وزن الأشجار والأعمال في ميزان القيمة إنما يكون بحسب الصدق والإخلاص ، فمن زاد إخلاصه زاد ثقل وزنه ، ومن لم يكن فيه ، وفيه أعماله إخلاص لم يكن له ولا لعمله وزن ومقدار كما قال تعالى : { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ } [ الفرقان : 23 ] أي : بلا إخلاص ، { فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } [ الفرقان : 23 ] فلا يكون للهباء المنثور وزن ولا قيمة ، { ذَلِكَ } [ الكهف : 106 ] أي : الذين لا إخلاص فيهم ولا في أعمالهم ، { جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ } [ الكهف : 106 ] أي : جهنم البعد والطرد ، { بِمَا كَفَرُواْ } [ الكهف : 106 ] بنعمة إظهار الآيات والمعجزات وإرسال رسل الواردات ، { وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } [ الكهف : 106 ] بأن جعلوها مصطاداً للخلق والدنيا .