Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 107-112)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء : 107 ] من أهل الذِّكر وأرباب المحبة من أهل العبادة وأصحاب الأعمال . { قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } [ الأنبياء : 108 ] يا أهل الجنة ويا أهل العناية { فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } [ الأنبياء : 108 ] أي : مستسلمون له ؛ ليبلغكم من مقام العبادة إلى مقام المحبة ، ومن مقام المحبة إلى مقام الوصلة { فَإِن تَوَلَّوْاْ } [ الأنبياء : 109 ] أهل الأهواء والطبيعة عن قبول الدعوة والرجوع إلى الحق . { فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ } [ الأنبياء : 109 ] أعمالكم يا أهل الحق والباطل { عَلَىٰ سَوَآءٍ } أي : على سوائه في الاستهزاء إلى طريق الحق ما فرقت بينكم في النصح وتبليغ الرسالة { وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ } [ الأنبياء : 109 ] في الوصول إليكم { مَّا تُوعَدُونَ } [ الأنبياء : 109 ] من ثمرات سعادة قبول الدعوة ونتائج شقاوة الدعوة . { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ } [ الأنبياء : 110 ] أي : يعلم ما تجهرون من دعاء الإسلام والإيمان والزهد والصلاح والمعارف { وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } [ الأنبياء : 110 ] من الصدق والإخلاص والرياء والسمعة والنفاق { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ } [ الأنبياء : 111 ] ما تظهرون وما تكتمون من الحق والباطل { فِتْنَةٌ لَّكُمْ } [ الأنبياء : 111 ] أي : اختبار لكم وابتلاء { وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } [ الأنبياء : 111 ] أي : إلى حين مجازاتكم بالثواب والعقاب . وبقوله تعالى : { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ } [ الأنبياء : 112 ] يشير إلى : ألاَّ تطلب من الله ولا تطمع في حق المطيع والعاصي إلا ما هو مستحقه ، وقد جرى حكم الله فيهما في الأزل { وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } [ الأنبياء : 112 ] يشير إلى رحمته غير متناهية وهو ممن يستعان به في طلب الرحمة على أهل الحق والباطل الموصوفين بهما .