Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 102-106)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ } [ الأنبياء : 102 ] المطمئنة المركونة المجذوبة إلى الحضرة من المشاهدات والمكاشفات والمعاينات ، ودخول الجنة المضافة إلى الحق ، وهي السير في الله بقوله تعالى : { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ * ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ } [ الفجر : 27 - 28 ] { خَالِدُونَ * لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } [ الأنبياء : 102 - 103 ] وهو قوله تعالى في الأزل : هؤلاء في الجنة ولا أبالي { وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } [ الأنبياء : 103 ] المبشرون بالوصول والوصال { هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } [ الأنبياء : 103 ] بالرؤية والعقل والنوال بقوله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [ القيامة : 22 - 23 ] . ثم أخبر عن أحوال هذا اليوم وأهواله بقوله تعالى : { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } [ الأنبياء : 104 ] يشير إلى طي سماء الوجود الإنساني بتجلي صفة الجلال في إفناء الوجود من الانتهاء إلى الابتداء { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } [ الأنبياء : 104 ] من ابتداء النطفة بالتدريج من خلق النطفة علقة ، ومن خلق العلقة مضغة ، ومن خلق المضغة عظاماً إلى انتهاء خلق الإنسانية كما قال تعالى : { ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ } [ المؤمنون : 14 ] يعيد من انتهاء الوصف الإنساني إلى الوصف الحيواني ، وصف الحيوانية إلى وصف النباتية ، ومن وصف النباتية إلى وصف المركبية ، ومن وصف المركبية إلى وصف مفردات العنصرية ، ومن المفردية إلى وصف الكونية ، ومن وصف الملكوتية إلى وصف الروحانية ، ومن وصف الروحانية إلى وصف الربوبية بجذبة : { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ } [ الفجر : 28 ] . { وَعْداً عَلَيْنَآ } [ الأنبياء : 104 ] في الأزل { إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } [ الأنبياء : 104 ] للأبد { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ } [ الأنبياء : 105 ] يشير إلى أم الكتاب في الأزل { مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ } [ الأنبياء : 105 ] من بعد أحوال أهل الذكر المطوي له سماء الوجود { أَنَّ ٱلأَرْضَ } [ الأنبياء : 105 ] أي : أرض الجنة الوجود { يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } [ الأنبياء : 105 ] من غير المحبين والمحبوبين { إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } [ الأنبياء : 106 ] وهم الذين كان مشربهم من الأعمال متابعين للنبي صلى الله عليه وسلم .