Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 56-59)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أخبر عن حكم الفريقين وحالهم في الطريقين بقوله تعالى : { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ للَّهِ } [ الحج : 56 ] يشير إلى أن الحكم يومئذٍ لله لا لغيره ، وأنه { يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } [ الحج : 56 ] وإلا لم يتخصص ملكه تعالى بيوم دون يوم ، ولم يتحدد له وقت إذا أمر ، ولأجله أنه قدر ولكن الدعاوى في ذلك اليوم بالملكية والمالكية يتقطع والظنون ترتفع ، ولا يكون حاكم ولا مالك إلا هو فيحكم { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } [ الحج : 56 ] نعيم جوار الحق سبحانه { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيٰتِنَا فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [ الحج : 57 ] إهانة عذاب البعد والطرد والقطيعة { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ } [ الحج : 58 ] عن أوطان الطبيعة { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } [ الحج : 58 ] في طلب الحقيقة { ثُمَّ قُتِلُوۤاْ } [ الحج : 58 ] مكنوا بسيف الصدق نفوسهم { أَوْ مَاتُواْ } [ الحج : 58 ] عن الأوصاف البشرية { لَيَرْزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزْقاً حَسَناً } [ الحج : 58 ] رزق القلوب حلاوة العرفان ؛ فإن رزق الأسرار ومشاهدة الجمال ، ورزق الأرواح مكاشفة الجلال { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } [ الحج : 58 ] لأنه يرزق من أوصاف ربوبيته ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : " أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني " { لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ } إدخالاً فوق ما يتمنونه ، ومدخلاً فوق الذي يهوونه . { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ } كل قاصد { حَلِيمٌ } [ الحج : 59 ] لانبساط كل صادق .