Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 60-64)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وبقوله تعالى : { ذٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ } [ الحج : 60 ] أي : غلبت النفس على القلب باستيلائها وغلبات صفاتها ، ويرجع القلب منظراً إلى الله تعالى في قهر النفس وصفاتها { لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ } [ الحج : 60 ] يعفو عن زلات بعض الطالبين ؛ ليصف حالهم { غَفُورٌ } [ الحج : 60 ] ستر على عيوب بعض الصادقين ؛ لبقايا صفات نفوسهم . { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ } [ الحج : 61 ] أي : هذا بأن الله { يُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ } [ الحج : 61 ] أي : ليل الستر على نهار التجلي . { ٱلنَّهَارَ فِي ٱللَّيْلِ } [ الحج : 61 ] أي : نهار التجلي في ليل الستر لبعضهم يولج ليل القبض في نهار البسط ، ولبعضهم يولج نهار الأنس في ليل الهيبة ، ومنهم من يدوم نهاره ولا يدخلها عليهم ليلة وذلك لأهل الأنس { وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } [ الحج : 61 ] يسمع تضرع المشتاقين { بَصِيرٌ } [ الحج : 61 ] يرى حرقة الواصلين { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } [ الحج : 62 ] يحقق أماني الصادقين ، ويبطل دعاوى الكاذبين { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ } [ الحج : 62 ] من دون الله ؛ أي : يطلبون ما سواه { هُوَ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ } [ الحج : 62 ] أي : أعلى من أن وجده الطالبون { ٱلْكَبِيرُ } [ الحج : 62 ] العظيم الذي لا يدرك الواصلون نهايته { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } [ الحج : 63 ] من سماء القلب ماء الحكمة { فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً } [ الحج : 63 ] أي : أرض البشرية بخضرة الشريعة ، وأرض القلوب بخضرة الأسرار ، وأرض الأرواح بخضرة الكشوف ، وأرض الأسرار بخضرة الأنوار . { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } [ الحج : 63 - 64 ] أي : ما في سماوات القلب مواهبه وما في الأرض ؛ أي : أرض البشرية مراحمه { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ } [ الحج : 64 ] لا ينقص غناه من مواهبه { ٱلْحَمِيدُ } [ الحج : 64 ] في ذاته مستغن عن حمد الحامدين .