Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 45-50)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عن حال السعداء والأشقياء بقوله تعالى : { ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا } [ المؤمنون : 45 ] { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ } [ المؤمنون : 46 ] يشير إلى أن إرسال موسى الروح وأخيه هارون القلب { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } النفس { وَمَلَئِهِ } صفاتها بما يستدل بها على وحدانيته وهو العقل والإيمان { فَٱسْتَكْبَرُواْ } أي : تمردوا على استعمال العقل في قبول الإيمان ولم يعتبروا بهما ولم يستدلوا { وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ } أي : طالبين العلو والغلبة والاستيلاء على الروح والقلب ، فنظروا إليهما بنظر معلوم بالوهم والخيال وحقروهما . { فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ } [ المؤمنون : 47 ] أي نستسلم { لِبَشَرَيْنِ } مخلوقين { مِثْلِنَا } في الخلقية { وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } أي : في أوان الولادة وحالة الطفولة كانت صفات الروح وصفات القلب مسخرة لفرعون النفس وتربيتها وتربية صفاتها لاستكمال القالب وقواه إلى حد البلوغ وليستعدوا حمل أعباء التكاليف الشرعية { فَكَذَّبُوهُمَا } ولم يقبلوا دعوتهما إلى الحق { فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ } بعبادة الهوى وطلب الدنيا وشهواتها . { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ } [ المؤمنون : 49 ] أي : ألهمنا موسى الروح إلهامات ربانية { لَعَلَّهُمْ } النفس وصفاتها بها { يَهْتَدُونَ } إلى الحق تعالى وطلبه . وبقوله تعالى : { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً } [ المؤمنون : 50 ] يشير إلى عيسى الروح الذي تولد من أمر كن بلا أب من عالم الأسباب ، وهو أعظم آيات الله المخلوقة التي تدل على ذات الله معرفة ؛ لأنه خليفة الله وروح منه { وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ } القالب ، فإنه مأوى الروح الآمر بالأوامر والنواهي { ذَاتِ قَرَارٍ } أي : هو منزلهما ودار قرارهما يعني ما دام القالب يكون مأوى الروح فالروح تكون مأوى الأمر ومقره بألا يسقط عنه التكاليف { وَمَعِينٍ } وأما المعين فهو عين الحال الجارية في القلب على اللسان .