Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 72-77)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً } [ المؤمنون : 72 ] أي : يحسبون أنك تسألهم على الرسالة أجراً وقبولاً ووجاهة عندهم فكان ما يفهم عن الإيمان بلا ويقول دعوتك لهم وما يعملون إذن { فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ } أي ما يجازيك الله به في الدنيا وما فيها { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } في المجازاة والمكافأة ، وفيه إشارة إلى العلماء الله الراسخين في العلم أنهم لا يدنسون وجوه قلوبهم الزاخرة بدنس الأطماع الفاسدة والصالحة الدنيوية والأخروية ، فيما يعملون الله في دعوة الخلق إلى أنه بالله لله . كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ المؤمنون : 73 ] وهو حسن التوجه بصدق الطلب إلى الله تعالى من غير اعوجاج في الطريق بميل الدنيا والآخرة ، فكيف يميل إلى شيء مما عندهم فينكب عن الصراط المستقيم { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } [ المؤمنون : 74 ] أي : بالحشر والنشر أنه لهم من الله مطالبات بحسب ميلان طبعهم إلى ما سوى الله { عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } فيقعون عن صراط الفرية في جهنم الفرقة ، { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [ المؤمنون : 75 ] به يشير إلى حقيقة علمه مجالهم وبما شهد علمه بيان وجودهم ، وجاء فيهم ما قال تعالى : { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ } [ الزخرف : 50 ] في الحال لم يفوا بما يعدون من أنفسهم من الإيمان في المآل . ثم يستدل على ما أخبر من أحوالهم بقوله تعالى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ } [ المؤمنون : 76 ] أي : أذقناهم مقدمات العذاب دون شدائدها تنبيهاً لهم { فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } أي : فانتبهوا وما انزجروا ، ولو أنهم إذا ما رأوا العذاب فزعوا إلى التضرع والابتهال وأظهروا الاستكانة والافتقار والعجز لله تعالى بالصدق والإخلاص طالبين الله زوالها عنهم ، ولكنهم أصروا على باطلهم { لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } [ الأنفال : 42 ] { حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ } [ المؤمنون : 77 ] وهو عن الخذلان وسدل حجب الهجران { إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } متحيرون كمن ضل عن الطريق آيسون من رحمة الله تعالى لكن ختم على قلبه لئلا يدخل فيه رجاء النعمة .