Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 28-30)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً } [ النور : 28 ] يشير إلى فناء أصحاب البيت وهو وجود الإنسانية { فَلاَ تَدْخُلُوهَا } بتصرف الطبيعة الموجبة للوجود { حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ } [ النور : 28 ] بأمر من الله بالتصرف فيها للاستقامة كما أمر { وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ } [ النور : 28 ] إلى ربكم { فَٱرْجِعُواْ } [ النور : 28 ] ولا تتصرفوا فيها تصرف المقيمين بها { هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ } لئلا تقعوا في فتنة من الفتن الإنسانية وتكونوا مع الله { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من الرجوع إلى الله ، وترك تعلق البيوت الجسمانية { عَلِيمٌ } أنه خير لكم . وبقوله تعالى : { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ } [ النور : 29 ] يشير إلى جواز تصرف السالك الواصل في بيت الجسد الذي غير مسكون فيه صاحبه وهو الإنسانية لفنائها عن وجودها بإفناء الحق تعالى : { فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ } [ النور : 29 ] من الآلات والأدوات التي تحتاجون إليها عند السير في عالم الله ولتحصيلها بعث الأرواح أو أسفل سافلين والأجساد : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } [ النور : 29 ] من تصرفاتكم بالآلات الإنسانية { وَمَا تَكْتُمُونَ } [ النور : 29 ] نياتكم أنها الطلب مرضاة الله أو لهوى نفوسكم . ثم أخبر عن أسرار غض الأبصار قال تعالى : { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ } [ النور : 30 ] يُشير إلى غض أبصار الظواهر عن المحرمات ، وأبصار النفوس عن شهوات الدنيا ومألوفات الطبع ومستحسنات الهوى ، وأبصار القلوب عن رؤية الأعمال ونعيم الآخرة ، وأبصار الأسرار عن الدرجات والقربات ، وأبصار الأرواح عن الالتفات بما سوى الله ، وأبصار الهمم عن العلل بألا يروا نفوسهم أهلاً للشهود من الحق سبحانه غيره عليه تعظيماً وإجلالاً { وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } [ النور : 30 ] فروح الظاهر عن المحرمات وفروج البواطن عن التصرفات في الكونين لعلة دنيوية أو أخروية { ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ } [ النور : 30 ] صيانة عن تلوث الحدوث ورعاية للحقوق عن شوب الحظوظ { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } يعملون للحقوق والحظوظ .