Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 30-34)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّآ أَتَاهَا } [ القصص : 30 ] أي : أتى موسى القلب بعد التفريد متوجهاً إلى رتبة التوحيد { نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي ٱلأَيْمَنِ } [ القصص : 30 ] ، وهو السر { فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ } شجرة الإنسانية { أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } [ القصص : 30 ] ، وبقوله : { وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } [ القصص : 31 ] يشير إلى إلقاء كل متوكأ غير الله للسالك { فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً } [ القصص : 31 ] لأنه شاهد أنه ما اتخذ للاتكاء من دون الله هو حية فيها هلاكه فلما ولى عنه : { وَلَمْ يُعَقِّبْ } لم يرجع إلى اتخاذه متكأ راجعاً إلى الله بالكلية نودي موسى القلب ، { يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ } [ القصص : 31 ] بعد التولي عنه والرجوع إلى { إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ } [ القصص : 31 ] عن مكائد الخائنين ملتجأ بحضرة رب العالمين . وبقوله : { ٱسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ } [ القصص : 32 ] يشير إلى مسك اليد عن التصرفات في الكونين وقطع التعلق عنها { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ } [ القصص : 32 ] نقية من لوث الطمع { مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } [ القصص : 32 ] أي : من غير مضرة يعيبها في ذلك الترك وقطع التعلق عنها { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } [ القصص : 32 ] جناح همتك عن طيران شر النفس في طلب صفة الدنيا وعن طيران بازي القلب في طلب طاووس نعيم الآخرة { مِنَ ٱلرَّهْبِ } أي : رهبة من فوات وصلات الحضرة وصلاتها { فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ } في الإعراض عن الدنيا والآخرة { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } النفس { وَمَلَئِهِ } من الصفات بأن تظفر بهم { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } [ القصص : 32 ] ، خارجين عن طاعة الله وعبوديته { قَالَ } موسى القلب { رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً } [ القصص : 33 ] أي : صفة من صفات النفس { فَأَخَافُ } إن رجعت إليهم للدعوة إلى الحضرة أو لإهلاكهم { أَن يَقْتُلُونِ } [ القصص : 33 ] بالاستيلاء والغلبة فإن لهم أعوان من الشيطان والدنيا وإخوان السوء { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً } [ القصص : 34 ] به يشير إلى هارون العقل فإنه معدن الأسرار ومنبع الأنوار { فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي } فيما أقول مع من يكذبني تقوية لي على المكذبين وذلك قوله : { إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } [ القصص : 34 ] ، فإن من خاصية تمرد فرعون النفس تكذيب الناطق بالحق ، ومن خصوصية هارون العقل تصديق الناطق بالحق .