Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 113-117)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عن الفرق بين الفريقين والتفاوت بين الطريقين بقوله تعالى : { لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } [ آل عمران : 113 ] ، والإشارة في الآيات : إن الله تعالى فرق بين العلماء الربانيين وعلماء السوء المداهنين ، قال تعالى : { لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } [ آل عمران : 113 ] ؛ يعني : من العلماء منهم { أُمَّةٌ } [ آل عمران : 113 ] ؛ أي : فرقة { قَآئِمَةٌ } [ آل عمران : 113 ] بالله ، { يَتْلُونَ آيَاتِ ٱللَّهِ } [ آل عمران : 113 ] ، يتبعون آياته { آنَآءَ ٱللَّيْلِ } [ آل عمران : 113 ] ؛ ليريهم الله آياته { فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [ فصلت : 53 ] ، { وَهُمْ يَسْجُدُونَ } [ آل عمران : 113 ] ، ينقادون لأحكامه الأزلية وتقديراته الإلهية { يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } [ آل عمران : 114 ] ، إيمان الطلب ، وتصديق قضائه في الأزل ، ووفور قدره إلى الأبد ، { وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } [ آل عمران : 114 ] ؛ أي : يطلبون الحق ، { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } [ آل عمران : 114 ] ؛ أي : طلب ما سوى الله ، { وَيُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } [ آل عمران : 114 ] ؛ أي : فيما يوصلهم إلى الله ، { وَأُوْلَـٰئِكَ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ آل عمران : 114 ] ، الذين يصلحون لقبول الفيض الإلهي { وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ } [ آل عمران : 115 ] ، تتقربون به إلى الله تعالى { فَلَنْ يُكْفَروهُ } [ آل عمران : 115 ] بل تشكروه ، فإن تقربتم إليه شبراً تقرب إليكم ذراعاً ، وإن تقربتم إليه ذراعاً تقرب إليكم باعاً ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } [ آل عمران : 115 ] ، { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } [ آل عمران : 116 ] ، الذين يتقون به عما سواه ، وعليم بالفاسقين الذين كفروا بنعمته ، واستغنوا بالأموال والأولاد شيئاً ما تنفعهم في إصابة اللطف إليهم ودفع القهر عنهم { وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } [ آل عمران : 116 ] ؛ يعني : نار القطيعة ، { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ آل عمران : 116 ] ؛ يعني : لا يفارقونها ؛ لأنهم صحبوها بالقلوب والأرواح لاستيفاء شهوات النفس والأشباح . ثم أخبر عن نفقات أهل الشهوات بقوله تعالى : { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } [ آل عمران : 117 ] ، إشارة في الآيات : إن الله تعالى ضرب مثل ما ينفقون في هذه الدنيا ؛ أي : استيفاء اللذات النفسانية ، وتمتعات الشهوات الحيوانية ، وانتفاع الحظوظ الدنيوية : كمثل ريح فيها صر بالاتفاق في تحصيل المرادات النفسانية ، { فَأَهْلَكَتْهُ } [ آل عمران : 117 ] ؛ أي : الريح التي فيها صر الشهوات النفسانية أهلكت حروث الروحاني وآثاره ، { وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ } [ آل عمران : 117 ] في الخلقة ، إذا أعطاهم حسن الاستعداد الروحاني وآثاره ، { وَمَا ظَلَمَهُمُ } [ آل عمران : 117 ] ، { وَلَـٰكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [ آل عمران : 117 ] ، بإبطال استعداد الروحاني وإهلاك ريع حرثه .