Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 12-17)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عن حال المجرمين في يوم الدين قال تعالى : { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } [ الروم : 12 ] يشير إلى أن من مات بالإرادة قبل أن يموت بالطبيعة فقد قامت قيامته أنهم يندمون بما أجرموا بالإعراض عن الله وطلبه وأشركوا في طلب ما سوى الله { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ } [ الروم : 13 ] ، ليقربوهم إلى الله بل أبعدوهم عن الحضرة { وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } أي : صاروا كافرين بطلب غير الله ومحبتهم { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } [ الروم : 14 ] أي : إذا قامت قيامة العشق على المحبين { يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } [ الروم : 14 ] المحبون فرق : فريق هم أهل القربة ، وفريق هم أهل الوصلة ، وفريق هم أهل المعرفة ، وفريق هم الملوك على أسرة الوجود متوجون بتيجان العزة ، منعمون تحت قباب الغَيرة كما أشار إلى أحوالهم بقوله تعالى : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ الروم : 15 ] بالمحبة { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } [ الروم : 15 ] في طلب الوصلة ، { فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ } من رياض الأنس { يُحْبَرُونَ } ويسرون بسماع ملاطفات المحبوب ويتنعمون عن إمساكه وأما الذين كفروا بالإعراض عن الله والإقبال على غير الله ، { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } [ الروم : 16 ] أي : بمشاهدة شواهدنا { فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ } [ الروم : 16 ] عذاب البعد وألم حرقة الفراق والنيران المشتعلة على أنفسهم بالشهوات { مُحْضَرُونَ } [ الروم : 16 ] إلى أبد الآباد وبقوله : { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } [ الروم : 17 ] بفاء التعقيب عقيب الآيتين يشير إلى تنزيه حضرة جلاله من نقص أو شين يعود إليه { حِينَ تُمْسُونَ } [ الروم : 17 ] أي : حين تقبلون على ليل نيل شهوات الدنيا بالإعراض عن الله يا كافري النعم من أرباب النفوس { وَحِينَ تُصْبِحُونَ } [ الروم : 17 ] أي : وحين تقبلون على صباح نهار تجلي شموس الوصال بالإعراض عن غير الله .