Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 51-53)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عن أموات الأحياء من غير الأحياء بقوله تعالى : { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } [ الروم : 51 ] يشير إلى ريح الشقاوة الأزلية إذا هبت عن مهب القهر والعزة على زرع معاملة الأشقياء ، وإن كانت مخضرة أي على وفق الشرع نجعلها مصفرة يابسة تذروها الرياح كأعمال المنافق وخلوا بعد الإيمان التقليدي بالنفاق يكفرون بالله وبنعمه . وبقوله : { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } [ الروم : 52 ] يشير إلى أن الكفر موت القلب كما أن العصيان مرض فمن مات قلبه بالكفر بطل سمعه فلا تنفعه لصمه وهو معنى قوله : { وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ } [ الروم : 52 ] يعني : إذا كان في السريرة صم عن سماع الحقيقة فسماع الظاهر لا يفيده إلا تأكيد الحجة ، { إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } [ الروم : 52 ] معرضين عن الحق ، وكما لم يسمع الصم الدعاء فلم يمكنه أن يهدي العمي { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ } [ الروم : 53 ] عن ضلالتهم لأنهم موتى عن الحياة الحقيقية فالميت لا يبصر شيئاً كما { إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } لأن الإيمان حياة القلب ، فإذا كان القلب حياً يكون له السمع والبصر واللسان . ثم فسر المؤمن الحقيقي بقوله : { فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } [ الروم : 53 ] أي : مستسلمون لأحكام الشريعة وآداب الطريقة في التوجه إلى عالم الحقيقة .