Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 1-5)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الۤـمۤ } [ السجدة : 1 ] يشير بالألف إلى أنه ألف المحبون بقربتي فلا يصبرون عني ، وألف العارفون بتمجيدي فلا يستأنسون بغيري ، والإشارة في اللام إلى قصد أحبائي مدخر لقاءي فلا أبالي أقاموا على صفاتي أم قصروا في وفائي ، والإشارة في الميم إلى ترك أوليائي مرادهم لمرادي فلذلك آثرتهم على جميع عبادي . { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ السجدة : 2 ] إذا تعذر لقاء الأحباب فأعز الأشياء على الأحباب كتاب الأحباب أنزل رب العالمين إلى أهل العالمين كتاباً في الظاهر ليقرأ على أهل الظاهر فينذر به أهل الغفلة ويبشر أهل الخدمة ، وكتاباً في الباطن على أهل الباطن لتتنور بأنواره بواطنهم وتتزين بأسراره سرائرهم فينذر له أهل القربة لئلا يلتفتوا إلى غيره ولا يستأنسوا بغيره ، فتسقطهم الغيرة عن القربة ويبشر به أهل المحبة بالوفاء بوعد الرؤية وباللقاء على بساط الوصلة وبالبقاء بعد الفناء في الوحدة فيتكلموا بالحق عن الحق للحق ، فإذا سمع أهل الباطل كلامهم في الحقائق من ربهم وأنكر عليهم أهل الغفلة أنه من الله { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } [ السجدة : 3 ] يا قلب من تكلم بالحق { لِتُنذِرَ قَوْماً } [ السجدة : 3 ] من النفس وصفاتها { مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } [ السجدة : 3 ] إلى الله { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } [ السجدة : 4 ] سماوات الأرواح { وَٱلأَرْضَ } أرض الأشباح { وَمَا بَيْنَهُمَا } [ السجدة : 4 ] من النفس والقلب والسر { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } [ السجدة : 4 ] أي : خلقهم في ستة أجناس من الجماد والمعدن والنبات والحيوان والشيطان والملك { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } أي : عرش الخفاء وهو لطيفة ربانية قابلة للفيض الرباني بلا واسطة . { مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ } [ السجدة : 4 ] يبلغكم إلى عالم الربوبية { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } [ السجدة : 4 ] كيف خلقكم في أطوار مختلفة هو الذي { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } [ السجدة : 5 ] أي بأمر كن خلق سماء الروح والقلب { إِلَى ٱلأَرْضِ } [ السجدة : 5 ] أرض النفس بتدبير الأمر { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } النفس المخاطبة بخطاب { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ } [ الفجر : 28 ] { فِي يَوْمٍ } طلعت فيه شمس صدق الطلب وأشرقت الأرض بنور جذبات الحق تعالى { كَانَ مِقْدَارُهُ } [ السجدة : 5 ] في العروج بالجذبة { أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } من أيامكم في السير من غير جذبة كما قال صلى الله عليه وسلم : " جذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين " .