Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-77)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عمن رغب في القتال كالرجال والأبطال ، ثم رغب عنه في أثناء الحال من الملامة بقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ } [ النساء : 77 ] ، والإشارة فيها : إن الذين قيل لهم من أصحاب السلامة : { كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ } [ النساء : 77 ] عن الاعتصام بحبل أهل الملامة ، ولا تقدموا أقدام الأبطال في معركة الرجال ، { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ } [ النساء : 77 ] ، فإنكم لستم في بذل الروح من الغزاة ولا يجول في هذا الميدان إلا أهل الغرام ، فاقنعوا أنتم بدار السلام فتمسكوا بأذيال الرجال واشرعوا مع النفس في الجهاد واسلكوا سبل الرشاد ، فلما لم يكون دليلهم العظام قطع الطريق عليهم لؤم اللئام ، [ ونومة ] النيام ، { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً } [ النساء : 77 ] ، ويخافون لوم الإنسان ، وكان من شرطهم ألاَّ يخافون لومة لائم ولا ينامون نومة نائم ، فبقوا عن فريقهم كالحالم ، { وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا ٱلْقِتَالَ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } [ النساء : 77 ] ، فنموت بالآجال ، فإن لنا كل لحظة موتة في ترك حظه ، { قُلْ مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ } [ النساء : 77 ] والتمتع بها ، { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ } [ النساء : 77 ] ، عن كل شيء بالمولى ، ومن كان في الله فتيلاً يحيى به { وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً } [ النساء : 77 ] .