Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 7-7)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أخبر عما أوحى الله لإنذار أم القرى بقوله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } [ الشورى : 7 ] يشير إلى إنذار نفسه الشريفة ؛ لأنها أم القرى نفوس آدم وأولاده ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو الذي تعلقت القدرة بإيجاده قبل كل شيء ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " أول ما خلق الله روحي ومنه تنشأ الأوراح والنفوس " ، ولهذا المعنى قال آدم : " ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة " ؛ فالمعنى : أنه : كما يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم والأمم ، { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً } [ الشورى : 7 ] ؛ لتنذر نفسك الشريفة بالقرآن العربي ؛ لأن نفسك عربية { وَمَنْ حَوْلَهَا } [ الشورى : 7 ] من نفوس أهل العالم ؛ لأنها محدثة بنفسك الشريفة ، ولذلك قال تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء : 107 ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " بعتث إلى الخلق كافة " ، { وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ } [ الشورى : 7 ] يوم يجمع بين الأرواح والأجساد ، { لاَ رَيْبَ فِيهِ } [ الشورى : 7 ] لا شك في كونه ، { فَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ } [ الشورى : 7 ] ، كما أنهم اليوم فريقان فريق في جنة القلوب وراحات الطاعات وحلاوات العبادات وتنعمات القربات ، وفريق في سعير النفوس وظلمات المعاصي وعقوبات الشرك والجحود ، فكذلك غداً فريق من أهل اللقاء ، وفريق هم أهل الشقاء والبلاء .