Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 17-25)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـٰنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } [ الزخرف : 17 ] إلى قوله : { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } [ الزخرف : 24 ] بذلك كله يشير إلى كفورية الإنسان وسوء أدبه مع الله وأوصاف ظلوميته وجهوليته ، ومن جهالته تقليد آياته في الضلالة عن عمى قلبه واتباع هوى نفسه ، فإن وكل إلى نفسه وطبيعتها لا يخرج من ظلمات نفسه أبداً ويكون { كَٱلأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ } [ الفرقان : 44 ] إلى أن أدركته العناية الأزلية فتخرجه من ظلمات الأوصاف الإنسانية بجذبات الولاية إلى نور الهداية وإلا من لم يجعل الله له نوراً فماله من نور ، وبقوله تعالى : { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } [ الزخرف : 25 ] يشير إلى أن من خذله الله ووكله إلى خصوصية نفسه المتمردة الأمارة بالسوء فإنه ينتقم منه بالهلاك والعذاب ، ويجعله مرآة صفات قهره ؛ ليعلم أن الحكمة البالغة مقتضية بأن يجعل المكذبين من أهل الكفران مرآة صفات قهره ، كما اقتضت أن يجعل للمصدقين من أهل الإيمان مرآة صفات لطفه .