Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 1-7)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قۤ } [ ق : 1 ] ، يشير إلى أن لكل سالك من السائرين إلى الله عز وجل إلى الله مقامات في القرب ، لما بلغ كل سالك إلى مقامه المقدر له يشار إليه بقوله : قاف ، أو قف مكانك ولا تجاوز حدك ؛ وهي : جواب القسم لقوله : { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ } [ ق : 1 ] ، مجازه قف ، فإن هذا مقامك والقرآن المجيد فلا تجاوز عنه . { بَلْ عَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ } [ ق : 2 ] ، الذين حرموا عن رشاش النور يوم رش عليهم من نور ربهم ، فإنهم كانوا ممن أخطأهم النور ، { هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } [ ق : 2 ] ؛ وذلك لأنهم لم يكونوا من السالكين السائرين إلى الله ، فيعجبون من مجيء المنذر لينذرهم يوم الرشاش ، ولم يتعجب من مجيء المنذر من كان له شركة معه في إصابة الرشاش ؛ لأنهم عرفوه بنور الرشاش ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " المؤمن ينظر بنور الله " ، فلما كان الكفار بمعزل من ذلك النور ، فمن عمى قلوبهم ما رأوا الآخرة وما آمنوا بالبعث ، وقالوا : { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } [ ق : 3 ] ، فبعث { ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } [ ق : 3 ] عن العقول . وبقوله : { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ } [ ق : 4 ] ، يشير إلى أن علمنا الأزلي محيط بما يجري من الأزل إلى الأبد ، وبما ينقص من أجزاء كل إنسان بعد موته من الأركان الأربعة ، فجزء كل عنصر منه يرجع إلى كله بإذن الله ، فإذا أراد الله أن يحيي شخصاً يأمر كل عنصر ليرد جزء أحد منه إلى شخص هو منه ، { وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } [ ق : 4 ] ، يحفظ كل ذرة من ذرات الموجودات ؛ لئلا يضيع إلى أن خاطبناه بردها إلى مكانها . { بَلْ } [ ق : 5 ] الكافرين الذين بمعزل عن نور الإيمان ، { كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ } [ ق : 5 ] من عمى قلوبهم ، { فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ } [ ق : 5 ] من غلبات آفات الحس والوهم والخيال على عقولهم ؛ فلا يهتدون إلى الحق ، ولو لم نعم قلوبهم . { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } [ ق : 6 ] ، سماء قلوبهم { فَوْقَهُمْ } [ ق : 6 ] ، فوق نفوسهم { كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } [ ق : 6 ] طبقات مختلفة ، { وَزَيَّنَّاهَا } [ ق : 6 ] بكواكب المعارف ، { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } [ ق : 6 ] بين أطباقها . { وَٱلأَرْضَ } [ ق : 7 ] أرض النفوس ، { مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } [ ق : 7 ] من أوصاف البشرية ، { وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ } [ ق : 7 ] من الذكور والإناث ، { بَهِيجٍ } [ ق : 7 ] به أولو الألباب .