Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 8-15)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ } [ ق : 8 ] ؛ أي : مبصراً ومذكراً { لِكُلِّ عَبْدٍ } [ ق : 8 ] لا يعبد إلا ربه ، { مُّنِيبٍ } [ ق : 8 ] لا يرجع إلا إليه . { وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ } [ ق : 9 ] سماء الأرواح ، { مَآءً مُّبَٰرَكاً } [ ق : 9 ] ماء الفيض الإلهي ؛ { فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ } [ ق : 9 ] القلوب ، { وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } [ ق : 9 ] ؛ وهو : حب المحبة يحصد محبة ما سوى إليه من القلوب . { وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ } [ ق : 10 ] وهي شجرة التوحيد ، { لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } [ ق : 10 ] من أنواع المعارف ؛ { رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ } [ ق : 11 ] الذين يبيتون عند ربهم يطعمهم ويسقيهم ، { وَأَحْيَيْنَا بِهِ } [ ق : 11 ] ؛ أي : بماء الفيض { بَلْدَةً } [ ق : 11 ] ؛ أي : بلدة القلب { مَّيْتاً } [ ق : 11 ] من نور الله ، كما قال تعالى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً … } [ الأنعام : 122 ] الآية ، { كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ } [ ق : 11 ] من ظلمات الوجود إلى نور واجب الوجود ؛ فافهم جدّاً . ثم أخبر عن المكذبين للأنبياء والمرسلين بقوله تعالى : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ } [ ق : 12 ] ، { وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ } [ ق : 13 ] ، { وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ } [ ق : 14 ] ، يشير إلى أن عموم أهل كل زمان الغالب عليهم الهوى والطبيعة الحيوانية أهل الحس ، نفوسهم المتمردة بعيدة عن الحق قريبة إلى الباطل ، كلما جاء إليهم رسول كذبوه وعلى ما جاء به قاتلوه ؛ فحق عليهم عذاب ربهم لما كفروا بأنعم الله ، فما أعياه إهلاكهم . ثم قال : { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } [ ق : 15 ] ، أو اعتياض علينا فعل كل شيء حتى نعي بالبعث أو يشق علينا البعث ؛ أي : ليس كذلك ، { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } [ ق : 15 ] ، ومن كمال قدرتنا على قانون حكمتنا ووفق إرادتنا .