Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 38-45)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } [ القمر : 38 ] ؛ يعني : عند طلوع صبح النفس اللوامة في بكرة الملهمة ، استقر العذاب بالقوى المشككة والمتلونة { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } [ القمر : 39 ] ؛ يعني : عذاب الحاصب الحاصل من أعمالكم الخبيثة ونياتكم المتلونة ، مما أنذركم به اللطيفة المتطهرة المرسلة . { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ } [ القمر : 40 ] ؛ يعني : سهلنا على الألسنة قراءة القرآن الذي فيه هذه الآيات المذكرة لهم من العذاب الواقع بالأعمال الخبيثة على القوى المتلونة العامل للخبائث : { فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ } [ القمر : 40 ] ؛ يعني : هل أحد يتعظ بهذه المواعظ بقلبه مما يتلوه بلسانه ؛ والمراد من إنزال القرآن وتيسير قراءته على اللسان وكشفه بالبيان ؛ تذكرة آياته والاتعاظ بمواعظه ، والتفكر في عجائبه بالجنان ، لا قراءته بصوت حسن ؛ طلباً للدراهم والدنيا من الأعوان ووعظ العوام والارتفاق بالنسوان ، وهذا القارئ يكون داعياً من دعاة الشيطان ، والاحتراز من قراءته ووعظه واجب على أهل الإسلام والإيمان . { وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ * كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا } [ القمر : 41 - 42 ] ؛ يعني : كذب القوى الفرعونية من القوى القالبية اللطائف السرية والعقلية المنزلة بالآيات الأنفسية والآفاقية لهم ، فما أظهرت اللطيفة السرية الموسوية بالآيات الأنفسية والعقلية الهارونية الآفاقية ، ما زادهم المنذرين إلا طغياناً ، واللطيفة السرية أنفسية ، واللطيفة العقلية آفاقية ، كما شرحناها في حمل الصنايع المعاينة ، { فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } [ القمر : 42 ] ؛ يعني : أخذناهم بالعذاب أخذ من يكون غالباً على أمره ، قادراً على شوق ما في علمه على حسب إرادته . { أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ } [ القمر : 43 ] ؛ يعني : أيتها القوى الملائكية الوجودية الغير المستخلصة ، قواكم الكافرة خير واجب إلى الله من قوى الأمم التي كفرت باللطائف المرسلة السالفة ؛ لئلا يعذبكم بما عذبهم بكفرهم ، { أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } [ القمر : 43 ] ؛ يعني : لكم براءة في كتاب الله تعالى بأنكم تسلمون ولا تعذبون بكفركم ، { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } [ القمر : 44 ] ؛ يعني : يظنون أن بجمعية قواكم تغلبون على حكم الحق والوارد القاهر ، { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } [ القمر : 45 ] سوف يهزم جمعكم بالوارد الذكري القهري ، ويفرون مدبرين وعليهم الدمار والرماد ؛ لإدبارهم عن الواقع وإقبالهم على الهوى .