Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 30-44)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } [ الواقعة : 30 ] ؛ أي : في راحة ممدودة غير متناهية حاصلة من ظل الذِّكر السري ، { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } [ الواقعة : 31 ] ؛ أي : مصبوب على أرض جنتهم وتراب طبيعتهم الكافورية من ماء الذِّكر الدائم الروحي ، { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } [ الواقعة : 32 - 33 ] ؛ يعني : معارف متناهية وغير ممتنعة عنهم يأكلونها متى شاءوا ، حاصلة من بذور أذكار القوى العلوية والسفلية ، { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } [ الواقعة : 34 ] ؛ يعني : بسط مبسوطة على بساط البسط في العالم الخفي ، مرفوعة فرش استعداداتهم المزكاة السفلية بالقوة الخفية من أثر الذكر الخفي . { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } [ الواقعة : 35 ] ؛ يعني : جددنا لهم كل ساعة صور أذكارهم القالبية والنفسية ، { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً } [ الواقعة : 36 - 37 ] لا يمسها أحد قبلهم { عُرُباً } [ الواقعة : 37 ] ؛ يعني : يعرب تلك الصور المحببة إلى القوة الفاعلية العلوية ، لهم المعاني بأحسن كلام ، وأبين نظام ، وأفصح بيان ، وأوضع برهان بلا ترجمان ، { أَتْرَاباً } [ الواقعة : 37 ] ؛ يعني : مستويات في القدر والرفعة { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } [ الواقعة : 38 ] : يعني : هذا الذي ذكرناه مدخر { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } [ الواقعة : 38 ] في دار الإقامة بما عملوا من الصالحات في دار الكسب ، وأصحاب اليمين أيضاً يقولون قليلون ، كما يقولون : { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ * وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } [ الواقعة : 39 - 41 ] ؛ يعني : ما أقبح حال أصحاب الشمال { فِي سَمُومٍ } [ الواقعة : 42 ] ؛ وهي ريح حارة هوائية ممزوجة بنيران الشيطانية ، { وَحَمِيمٍ } [ الواقعة : 42 ] ؛ وهو ماء عنصريتهم الحار مما أسخن بنيران الشهوية ، { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } [ الواقعة : 43 ] ؛ وهو نار عنصريتهم المدنسة بتراب الطبيعية ، كثيرة الدخان من الحظوظ الباطلة الطبيعية ، وأشار به إلى الظل ؛ لأن نارهم دست في تراب طبيعتهم وارتفعت عن وجه أرض البشرية ، وصعدت إلى دماغ روحانيتهم ، وصارت مثل الظلمة ، { لاَّ بَارِدٍ } [ الواقعة : 44 ] ظلال الظلمة المتصاعدة من أبخرة الهوى يمنع صاحبه عن الحرارة المفرطة الشيطانية والشهوانية ، { وَلاَ كَرِيمٍ } [ الواقعة : 44 ] حر نارها بحيث يدفع ما يجد من برودة الجهل والظلم الترابي .