Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 17-29)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } [ الواقعة : 17 ] ؛ يعني : يطوف عليهم صور أعمالهم القلبية وأخلاقهم الروحية الحميدة ، { بِأَكْوَابٍ } [ الواقعة : 18 ] ؛ أي : باستعدادات علوية ، { وَأَبَارِيقَ } [ الواقعة : 18 ] ؛ أي : باستعدادات سفلية ، { وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [ الواقعة : 18 ] ؛ أي : باستعداد معتدل من امتزاج الاستعدادات العلوية والسفلية المطهرة مملوءاً من خمر المعاينة ، { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } [ الواقعة : 19 ] ؛ يعني : لا يؤلم دماغهم الروحاني عن شربها ، { وَلاَ يُنزِفُونَ } [ الواقعة : 19 ] ؛ أي : لا يغني شرابهم ، ولا ينفذ ذوقهم ، وهم لا يسأمون من شربها ، وكلما يشربون كأساً تزيد رغبتهم في شرب كأس أخرى ، بذوق يحصل لهم من الشرب الأول إلى ما لا يتناهى ، وهم خالدون في هذه الأذواق الحاصلة من الذوق الروحي ، { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } [ الواقعة : 20 ] ؛ يعني : لهم الفواكه المطرفة مما يختارون ، ولهم { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } [ الواقعة : 21 ] ؛ يعني : لهم قوة طرية حاصلة من الذِّكر الروحي يطيرون بها إلى حيث يشتهونه ، { وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ } [ الواقعة : 22 - 23 ] يعني : لهم حور عين من القوى القابلة القالبية والنفسية المزكاة المطهرة تفنيهم على أفعالهم كما يريدون ، وهذه القوى المزكاة كانت أمثال اللؤلؤ المخزون في أصداف القالب والنفس في بحر الدنيا ، لا يصل إلى تلك القوى غبار الهوى { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ الواقعة : 24 ] في دار الكسب من محافظة القوى الحقوقية المستكنة في أصداف القالب والنفس عن غبار الحظوظ الباطلة العاجلة . { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً } [ الواقعة : 25 ] ؛ يعني : في جنتهم النباتية والمعدنية ، المزكاة عن غطاء الكذب وشوك الشرك ، لا يسمعون من صور أعمالهم الصالحة { إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } [ الواقعة : 26 ] ؛ يعني : سلامة عن اللغو وسلامة عن التأثيم في دار النعيم ، { وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } [ الواقعة : 27 ] ؛ يعني : أحسن أحوالهم { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } [ الواقعة : 28 ] ؛ يعني : ثمرة تعلقه منقاة من الشوك من الثمار ، معرفة الصفات الفعلية الحاصلة من بذر الذكر القالبي والنفس في طلح { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } [ الواقعة : 29 ] ؛ يعني : من أصلها إلى فرعها ثمرة لطيفة من غير أن يكون لها قشر يجب طرحه ، وهذه ثمرة حاصلة من بذر الذِّكر القلبي .