Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 21-24)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } [ الحديد : 21 ] أيتها القوى المؤمنة { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } [ الحديد : 21 ] وهي جنة طور من أطوار قلبكم { أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } [ الحديد : 21 ] يعني : القوى المؤمنة بجميع اللطائف { ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } [ الحديد : 21 ] فحظ السالك أن يعرف هذه الآية أن الجنة موجودة اليوم ، وهي لا في السماء في كتابه بعين اليقين إن شاء الله { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ } [ الحديد : 22 ] يعني : ينبغي للسالك أن يعلم أن كل شيء يصيبه في الشهادة والغيب في الآفاق والأنفس كان في كتابه المبين في عالم الجبروت من قبل خلق الآفاق والأنفس { إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } [ الحديد : 22 ] { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ } [ الحديد : 23 ] يعني : لكيلا تأسى على الماضي ولا تفرح بالمستقبل على ما يأتيك ، ويكون أين الوقت مراتب النفس صاحب الحال ليكون من أولياء الله { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } [ البقرة : 277 ] من المستقبل { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [ البقرة : 277 ] على الماضي للتمتع بالحياة الأخروية الطيبة ، ويطلع على حقيقة الحياة الدنيوية بأنها { مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ } [ الحديد : 20 ] { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [ الحديد : 23 ] فسبيل السالك ألا يفرح بالبسط ولا يحزن على القبض ولا يكون مختالاً متكبراً بالمعارف الوهبية مفتخراً بها متفوقاً على الأقران { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ } [ الحديد : 24 ] يعني : يأمرون القوى الخفية والسرية والروحية والقلبية ببخل المعارف والأذكار للقوى المبتدئة المؤمنة المسترشدة النفسية والقالبية ، والقوى القالبية والنفسية بالبخل بالأعمال الصالحة الظاهرة إن الله غني عن أعمالهم وأذكارهم { وَمَن يَتَوَلَّ } [ الحديد : 24 ] يعني : عن الحق وعن ذكر الحق { فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } [ الحديد : 24 ] يعني : غني عن أعمال الخلق حميد في ذاته من غير أن يحمده أحد .