Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 15-19)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } [ المجادلة : 15 ] لشتمهم اللطيفة الخفية بأنها جاءت ، وشوشت معارفنا ، وسدت علينا باب مشاهدة هذه الأنوار الملوثة { إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ المجادلة : 15 ] يعني : الشتم أولاً ثم أطلع الله اللطيفة الخفية على ضمائرهم وأخبرتهم حلفهم بالكذب وتورية الحال على اللطيفة ، وجهلهم بالوارد المخبر للطيفة الخفية { ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } [ المجادلة : 16 ] يعني : إيمانهم الكاذب شراً لأنفسهم لئلا ينقطع اللطيفة الخفية حقوقهم من الذكر السري { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } [ المجادلة : 16 ] بالإعراض عن أمر اللطيفة الخفية والإقبال على الهوى { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [ المجادلة : 16 ] وقت كشف الغطاء أجلاً وهوائهم على قلوب المشايخ عاجلاً نعوذ بالله { لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } [ المجادلة : 17 ] يعني : لن تغني عنهم يوم كشف الغطاء عن قهر الله استعداداتهم العارية ولا نتائج أفكارهم الردية { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ المجادلة : 17 ] لأنهم ما كسبوا في دار الكسب بالاستعدادات العارية الآثار الحسد والحقد والبغض والغضب والكبر واللطيفة الباقية المكدرة القالبية . { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } [ المجادلة : 18 ] بعد كشف الغطاء لرسوخ نقش يمين الكذب { فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ } [ المجادلة : 18 ] يعني : يحلفون لله وقت كشف الغطاء ، كما يحلفون للمؤمنين بظنهم أنهم نجوا كما كانوا نجوا منكم في الدنيا ، وتعطى لهم الحقوق كما يعطيهم اللطيفة الخفية قبل كشف الغطاء { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } [ المجادلة : 18 ] رسخ الكذب والاعوجاج في صور لطيفتهم الباقية الخالدة المكدرة المظلمة المعوجة { ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَانُ } [ المجادلة : 19 ] يعني : غلب واستولى لاتباع محاربه في وجود لطيفتهم المدركة الباقية { فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ } [ المجادلة : 19 ] لغلبة ذكر الدنيا عليهم وكثر محبة متاعها في عروقهم مثل : سريان الماء في عروق الأشجار { أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ } [ المجادلة : 19 ] اعتبروا أيها السالكون بهذه الآية ، ولا تفضلوا عن ذكر الله ، ولو لم يقدروا على السلوك كما هو حقه ، لئلا تكونوا من حزب الشيطان ؛ لأن حزب الشيطان هم الغافلون عن ذكر الرحمن ولهم الخسران ، وأي خسران خسارة رأس مالهم بلا ربح وخسارة كسب العذاب الملكي الباقي برأس مالهم العاري الفاني .