Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 12-14)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً } [ المجادلة : 12 ] يعني : أيتها القوى المؤمنة إذا أردتم أن تذكروا الذكر الخفي وتناجوا اللطيفة الخفية ، فقدموا الذكر القلبي والسري والروحي والخفي تصدقاً عن الأيتام والمساكين والفقراء { ذَلِكَ } [ المجادلة : 12 ] يعني : هذه الأذكار التي تتصدق بها عن القوى القلبية والسرية والروحية والخفية { خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ } [ المجادلة : 12 ] لقلوبكم ولمجاري ذكركم ليذكروا الذكر الخفي وتناجوا اللطيفة الخفية بطهارة تامة قلبية ولسانية : { فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ } [ المجادلة : 12 ] الفرصة والاستطاعة لنزول سلطان الذكر الخفي ودنو اللطيفة الخفية { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ المجادلة : 12 ] يعني : يغفر لكم ترك التصدق بالذكر ؛ لضيق الوقت ، ويرحم على عجزكم { ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ } [ المجادلة : 13 ] يعني : خفتم من الفقر بالتصدق على القوى القلبية والسرية والروحية والخفية ؛ لترككم الاكتساب بالأعمال الظاهرة { فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ } [ المجادلة : 13 ] ما أمرتم به لخوفكم على ترك أعمالكم الظاهرة ، فأنتم معفوون ؛ لأنه تعالى { وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } [ المجادلة : 13 ] ؛ لقلة عملكم بالتصدق ، وبأن الاشتغال بالذكر القلبي والسري والروحي والخفي أفضل من اشتغالكم بالأعمال الظاهرة { فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } [ المجادلة : 13 ] يعني : اشتغلوا بالطاعات الظاهرة وأطيعوا أمر الله الحق واللطيفة في مراعاة أحوالكم وأعمالكم في الظاهر والباطن إن لم تكونوا من أولي العلم اللدني ومن أصحاب الذكر القلبي والسري والروحي والخفي ، وهذه آية مبشرة للضعفة والعجزة من القوى المؤمنة النفسية إذا آمنت باللطيفة ، وما قدرت على التجاوز عن مقاماتهم ، وأذكارهم القالبية والنفسية إن الله يرحمهم ، ويتوب عليهم ، ويدخلهم في زمرتهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المرء مع من أحب " بشرطين : لا تكون منكراً للواصلين أهل القوة والعزيمة لقصورهم عن مرتبتهم حسداً وجهلاً ؛ بل يتواضعون لهم ويتقربون إليهم ويذرون همهم لئلا يحرمهم الله عما رزقهم ، ولا يحرم إن شاء الله الصادقين من المستضعفين { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [ المجادلة : 13 ] يعني : مطلع على الاستعدادات المودعة فيكم ، وعلى قواكم المعطية لكم مما بها تطيقون العمل { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً } [ المجادلة : 14 ] يعني : تولت القوى النفسية المنافقة عن اللطيفة الخفية ، وعصوا أمرها بأن اتخذت القوى السرية الجاحدة أولياء { غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } [ المجادلة : 14 ] يعني : اتفاقهم وإظهارهم خلاف ما في ضمائرهم { مَّا هُم مِّنكُمْ } [ المجادلة : 14 ] لأنهم تولوا عن اللطيفة وأتوا أمره في الظاهر والباطن { وَلاَ مِنْهُمْ } [ المجادلة : 14 ] يعني : لا من القوى الكافرة القالبية أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ؛ لزيادة شعور حصل لهم من نفاقهم في مقام التلوين { وَيَحْلِفُونَ عَلَى ٱلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ المجادلة : 14 ] أنهم يكذبون في حلفهم .