Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 7-9)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } [ الحشر : 7 ] يعني : ما أعطى الله من الفيء في هذا الجهاد من أهل القرى وغنائم معارفهم السرية للطيفة الخفية { فَلِلَّهِ } [ الحشر : 7 ] يعني : أسرار منها خاصة لله لا نصيب لأحد فيها { وَلِلرَّسُولِ } [ الحشر : 7 ] أي : للطيفة الخفية من غنائم معارف الصفات الذاتية { وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ } [ الحشر : 7 ] يعني : للقوى اللطيفة الخفية مما كانت مستكنة في الوجود وقت التخمير من غنائم معارف الصفات الفعلية { وَٱلْيَتَامَىٰ } [ الحشر : 7 ] يعني : للقوى القلبية من معارف الآثار وهي الآيات البينات الأنفسية { وَٱلْمَسَاكِينِ } [ الحشر : 7 ] يعني : لخواطر السكينة من لطائف الذكر السري { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } [ الحشر : 7 ] يعني : للخواطر الواردة من الروح الخفي من شراب المحبة ، وطعام الذكر ، وثمرات المعارف القالبية والنفسية والعنصرية والمعدنية والنباتية { كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ } [ الحشر : 7 ] يعني : لا يكون عليه لأغنيائكم العارفين على الفقراء والضعفاء والسالكين المبتدئين { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ } [ الحشر : 7 ] من المعارف والاستعدادات الحاصلة في الجهاد { وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } [ الحشر : 7 ] يعني : انتهوا من الغلول والسرقة ولا تسرقوا الأسرار بغير إذن المسلك { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ الحشر : 7 ] فحظ السالك من هذه الآيات ألا يشتغل بالمعارف الحاصلة له في الجهاد إلا بإذن مسلكه ولو أمره المسلك بنفي تلك المعارف يجب عليها تركها ، وهذه مجاهدة من أشد المجاهدات جربناها كثيراً ، ولو لم ينفها السالك وأخفى في نفسه معناها سرقة ينسد عليه الباب ويعاقبه بأشد العقاب وهو أن يسقط من عين الشيخ نعوذ بالله منه ؛ لأن اللحم إذا فسد صلح بالملح ، فكيف فسد . { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ } [ الحشر : 8 ] يعني : للحقوق التي كانت مستكنة في القوى القالبية والنفسية وقت التخمير ، فإن انبعثت اللطيفة الخفية وهاجرت أوطان أبدانها ، وخرجت من ديار هواها وأموال استعداداتها القالبية والنفسية والشهوية اتبعت بها فضل الله ورضوانه ، ونصرة الله واللطيفة الخفية ، وهي الصادقة كما يقول الله تعالى : { الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } [ الحشر : 8 ] { وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ } [ الحشر : 9 ] يعني : القوة الناصرة السرية المؤمنة للطيفة الخفية في مدينة السر توطنت القوة المهاجرة الحقوقية ، وآمنت باللطيفة الخفية قبل دخولها في مدينة السر بنور الحق { يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ } [ الحشر : 9 ] من القوى الحقوقية المستكنة في القالب وقت التخمير { وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ } [ الحشر : 9 ] يعني : القوى الناصرة السرية يحبون المهاجرين ويوطنونهم في مدينتهم من غير حرارة وتبطؤ ولا طلب مكافأة ولا مجازاة { وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } [ الحشر : 9 ] يعني : يختارون الحقوق المهاجرة على أنفسهم بطعام الذكر السري وشرابه وثمرات المعارف الآثارية والفعلية ، ولو كانوا محتاجين إليها مفترقين إلى طعام الذكر السري وشرابه { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [ الحشر : 9 ] يعني : يتصدق ويؤثر على إخوانه وأصحابه من القوى الحقوقية ، وهو محتاج إليها ويمنع له شيخ نفسه أن يتصدق ، وهو على خلاف هوى نفسه يتصدق ، فهو المفلح لتزكيته عن رذيلة صفة البخل والشح .