Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 11-12)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ رَّسُولاً } [ الطلاق : 11 ] ، يعني : الوارد رسولاً يدل على الذكر يعني : أنزل الله إليكم رسولاً وهو اللطيفة المبلغة { يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ } [ الطلاق : 11 ] ، يعني : يتلو عليكم آيات أنفسكم مبينات بحيث تشاهدونها في أنفسكم . { لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } [ الطلاق : 11 ] ، يعني : يخرج القوى المؤمنة التي اشتغلت بالأعمال الصالحة لها في دار البقاء من ظلمات القالب والطبيعة إلى نور العقل والنور { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً } [ الطلاق : 11 ] ، القوى القالبية { يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } [ الطلاق : 11 ] ، يعني : يدخله جنات القلب التي تجري من تحتها أنهار المعرفة { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً } [ الطلاق : 11 ] ، من عنده مثل مشاهدة جماله . { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ } [ الطلاق : 12 ] ، أطوار القلب { وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } [ الطلاق : 12 ] ، أي من القالب سبعة أعضاء { يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ } [ الطلاق : 12 ] ، يعني : الأمر السماوي وقت التدبير ينزل إلى الأرض ويحصل من القوى الأرضية استعداد العروج ، ويعرج إلى الحضرة الربانية كما بينا في كثير من [ مولاتِنا ] حقيقة النزول وحكمة العروج { لِّتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ الطلاق : 12 ] ، يعني : يقدر على أن يدع الأمر في ظلمات الأرض ليكسب [ الاستعداد ] ويدس أنواره السماوية في تراب الطبيعة وتهوي إلى أسفل الدركات ، ويقدر أن يحدث الاستعدادات القالبية الظلمانية بقوة الأمر من أسفل سافلين الدركات الطبيعية الجسمانية إلى أعلى عليين الروحية الرحمانية { وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً } [ الطلاق : 12 ] ، يعني : ليعلموا أن علم الله محيط بالأرضيات والسماويات ، يعلم استعداد [ كل ] لطيفة أرضية خلقية ، ولطيفة سماوية أمرية ، ويستعملها على قدر استعدادها ، وهو غالب على أمره ، حاكم في ملكه ، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا تجعلنا مقيدين بقيد الطبيعة ، [ مغلولين ] في أسر الهوى ، وثبتنا على متابعة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الجزاء .