Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 1-4)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يا أيها المحرّم على نفسك لابتغاء مرضاة اللطيفة القابلة - التي هي زوجك عند مشاهدتها بعد رفع الحجبات المظلمة في أثناء السلوك آيات الأنفسية ، وإطلاعها على حصول الحجبات من اللقمات ، والاشتغال بالشهوات - ما أحل الله لك من الحظوظ المباحة التي بها يمكن بقاء الحقوق ، أما تسمع ما يخاطب ربك به حبيبه عليه السلام في كلامه القديم حيث يقول : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ } [ التحريم : 1 ] ، وتحرم ما أحل الله لك بحكمته ، وفيه مزيد درجتك وقوة ارتقائك إلى عالم الحق ، وبه يمكن التجاوز على عالم الروحانية ، أما تعلم أني لا أحب المعتدين كما لا أحب المسرفين ؛ فالإسراف إفراط ، والاعتداء تفريط ، وكلاهما مذمومان ، وأنت خير الناس وأحب الخلق علي ؛ فكن أمةً وسطاً قائماً على الصراط المستقيم بين الإفراط والتفريط { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ التحريم : 1 ] ، يعني : غفور اللمة التي صدرت عنك بتحريم ما أحل الله لك { رَّحِيمٌ } عليك بأمره ، كلوا وأشربوا ، ورخصته لك في الاشتغال بالشهوات المباحة المصعدة إلى الحق . { قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ } [ التحريم : 2 ] ، يعني : ما وجب عليكم أن تكفروها إذا حنثتم ، والسنة لأجل هذا وردت : بأن الرجل إذا حلف أن لا يتكلم مع والديه ، ورأى الاشتغال بذلك خيراً وأحب عند الله فليتكلم ؛ وليكفر عن يمينه { وَٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ } [ التحريم : 2 ] ، يعني : نصيركم ووليكم ومعينكم { وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } [ التحريم : 2 ] ، يعلمكم بعلمه القديم ما كان فيه لكم خير عظيم ، وبحكمته خلقكم محتاجين إلى الأكل والشرب والنكاح ؛ ليقرب البعيد برحمته ، ويبعد القريب بعزته ، ويبقي النسل بحكمته . { وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ } [ التحريم : 3 ] ، يعني : إذ أسرَّ اللطيفة الخفية إلى بعض قوى اللطيفة القالبية { حَدِيثاً } [ التحريم : 3 ] ، من الحقائق { فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ } [ التحريم : 3 ] ، يعني : تلك القوة بذلك الحديث { وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ } [ التحريم : 3 ] ، يعني : أطلع الله اللطيفة على ما أنبأت القوة نظائرها { عَرَّفَ بَعْضَهُ } [ التحريم : 3 ] ، أي : غضب بما عرف بعضه ؛ فلعله من إفشاؤه سره يعني : أخبرت اللطيفة القوة القابلة بحقيقة سر الربوبية المودعة فيها ، وبحقيقة سر الخلافة المودعة ؛ فما الروح ، أو على ترك ما يكن للقوة القابلة لجهلها بحقيقة ما أحل الله لها ؛ { فَلَمَّا نَبَّأَتْ } القوة القابلة لنظائرها بترك اللطيفة وتحريمها لابتغاء رضاء القوة القابلة ما أحل الله لها ، عرفت اللطيفة إفشاء بعض الأسرار التي سارتها بها معها وغضبت { وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ } [ التحريم : 3 ] ، يعني : ما أفشت أسرار الربوبية والخلافة { فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ } [ التحريم : 3 ] ، يعني : فلما أنبأت اللطيفة الخفية بما أطلع الله لها عليه { قَالَتْ } [ التحريم : 3 ] ، القوة القابلة { مَنْ أَنبَأَكَ هَـٰذَا } [ التحريم : 3 ] ، يعني : من أخبرك بأني أفشيت سرك { قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ } [ التحريم : 3 ] ، يعني : نبأني من يعلم ضمائر الصدور وسرائر القلوب وخفايا الأرواح ، ويخبر بصفة خبير [ تنبيهاً ] لمن أراد . { إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ } [ التحريم : 4 ] ، يعني : تتوب القوة القابلة ونظيرها إلى الله ويرجعا إلى حضرته بالتضرع والإبهام لئلا تفشيا أسرار اللطيفة الخفية يقبل الله توبتهما { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } [ التحريم : 4 ] ، يعني : زاغت عن الحق واستوجبت العقوبة حين سرت قلوبكما بتحريم اللطيفة الخفية على نفسها ما أحل الله لها { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ } [ التحريم : 4 ] ، يعني : تعاونا وتتظاهر على تحريم اللطيفة الخفية على نفسها ما أحل الله لها { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } [ التحريم : 4 ] ، يعني : أنا وليها وناصرها والقوى السرية والقوى المؤمنة اللوامية والقوى الملهمية الملكية ظهيرها .