Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 43-52)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الحاقة : 43 ] ، يعني : إنه تنزيل من رب العالمين يتلوه رسول الرسل الكريم ، { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } [ الحاقة : 44 ] ؛ أي : لو اختلف في نفسه بعض ما قال ؛ أي : لو اختلف من نفسه بعض ما قال ، { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } [ الحاقة : 45 ] ؛ أي : أخذنا قوله عليه بقوة المجادلة والمباحثة ، { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } [ الحاقة : 46 ] ؛ يعني : لقطعنا حجته التي يحاج بها معنا من ظهر قلبه ، { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } [ الحاقة : 47 ] ؛ يعني : من القوى القالبية والنفسية لا يكونوا مانعين إن كنا نقطع حجته التي يحاج اللطيفة بها معنا من عند نفسه وظهر قلبه . { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ } [ الحاقة : 48 ] وموعظة وعبرة { لِّلْمُتَّقِينَ } [ الحاقة : 48 ] الذين اتقوا خواطر النفس الأمارة ، واتقوا متاع الدنيا التي هي آلة تزيين الشيطان ، { وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ } [ الحاقة : 49 ] ؛ لأنَّا خلقناهم بظاهر القهر ، وجعلناهم على التكذيب والكفران ، { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [ الحاقة : 50 ] ؛ يعني : إن تضييعهم هذا الاستعداد الذي أعطيناهم ليكونوا مظاهر صفتنا ؛ إذا عرفوا يوم القيامة يكون حسرة عليهم لتضييعهم الاستعداد واستعمال في الباطل { وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } [ الحاقة : 51 ] ؛ يعني : وقوع القيامة والمحاسبة والمجازاة وورود الوارد لحق اليقين على الواصل . { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } [ الحاقة : 52 ] ؛ يعني : بعد وصولك إلى هذه الحالة فنزه باسم ربك العظيم ، وهو الله مجازي ذكره الكريم ، واشتغل بالذكر الخفي في هذا المقام بتنزيهك مجازي الذكر ، وتنزيهك مجازي الذكر فقدان وجودك بوجدان وجودك الحق ؛ لتصل إلى حقيقة حق اليقين إن شاء الله رب العالمين . اللهم أذقنا حلاوة حقيقة اليقين بحق محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه آجمعين .