Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 30-42)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } [ الحاقة : 30 ] بالتجلي الذي أنقل صورته { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } [ الحاقة : 30 ] ؛ يعني : جحيم نفسه [ وأغلاله ] { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } [ الحاقة : 31 - 32 ] ؛ أي : خذوه بالقوة التي رباها في دنياه فغلوه بالبخل الذي أنقل صورته ، { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } [ الحاقة : 31 ] ؛ يعني : جحيم نفسه التي اشتعل فيها نيران الحقد والحسد والكبر والبغض ، ثم في سلسلة أمانيه وأماليه المسلسلة بعضها ببعض إلى الآن ، { ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً } [ الحاقة : 32 ] ؛ وهي إشارة إلى أنها الحجبات الحاصلة من استعمال أغصانها السبعة في الحواس العشرة الظاهرة والباطنة على وفق هواه في جميع دنياه ، والاشتغال بما اشتهاه ، { فَاسْلُكُوهُ } [ الحاقة : 32 ] فما دخوله أبد الآباد ؛ لأنه كفر بالله الأزلي الأبدي ، وأشرك بصفاته الأزلية الأبدية حين استعمل صفاته المعطية له لأجل أن يعرف بها الحق من الباطل الحاصل منه النكرة . { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ * وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } [ الحاقة : 33 - 34 ] ؛ يعني : لا يصدق اللطيفة المبلغة بوجود البارئ ولا يطعم خاطر السكينة طعام ذكر الله الذي خلقه ، ولا يأمر القوى النفسية أن يطعمون الخواطر النازلة إليهم من السكينة ، { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ } [ الحاقة : 35 ] ؛ أي : قريب شفيع له وصديق ينفعه . { وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } [ الحاقة : 36 ] ؛ يعني : ليس له طعام في هذا المقام إلا غسالة فرحته التي [ هي ] فرحت وجوده بالأخلاق الردية والأوصاف الرذيلة في دار الكسب ، { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ } [ الحاقة : 37 ] ؛ لأنهم أخطئوا رميهم بسهام استعدادهم ففرحوا بتلك السهام التي أعطيناهم ؛ ليروا بها العدو وجودهم المدرك الذي حصل من امتزاج المفردات العلوية والسفلية الباقي بعد خراب البدن المجعول أبد الآباد ، { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } [ الحاقة : 38 - 39 ] ؛ أي : أقسم بما تبصرون من قدرتي ونفاذ مشيئتي وإظهار لطفي وقهري ، { وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } [ الحاقة : 39 ] من حكمتي في إيلام بعض المظاهر وإنعام بعضها . { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } [ الحاقة : 40 ] ؛ يعني : إن هذا الوارد الذي يتلو عليكم اللطيفة الخفية وتقول لكم معناه ما تقول من عندها ، { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ } [ الحاقة : 41 ] ؛ يعني : ما تلقفته بفكرها وما نظمته بحسن طبعها ، { قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } [ الحاقة : 41 ] ؛ يعني : لا تؤمن القوى القالبية المكذبة المكدرة باللطيفة المبلغة أصلاً ، { وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ } [ الحاقة : 42 ] ؛ يعني : لا بقول من إلقاء الشيطان ، { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } [ الحاقة : 42 ] ؛ يعني : القوى النفسية المعاندة لا تذكر أصلاً أن اللطيفة كانت معنا من قبل ورود الوارد ، وما قالت معنا شيئاً من هذا وما أمرتنا لاتباع لها وقت الطفولية إلى وقت البلوغ ، فالذي تقول في هذا الوقت كون من عند غيرها لا من عندها ينبغي أن يقول في أول حال صاحبناها .