Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 34-39)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [ المعارج : 34 ] ؛ يعني : الذين هم يراقبون الأوقات التي فيها مأذنون بالتوجه إلى الحضرة الصمدية ، { أُوْلَـٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ } [ المعارج : 35 ] ؛ يعني : أولئك آمنون من العذاب ، مكرمون في جنات القلب ، { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ } [ المعارج : 36 ] ؛ يعني : ما بال القوى الكافرة المستهزئة حين تريد أن تبلغ حكم الوارد مسرعين إليك ؛ ليسمعوا أحكام الوارد أحوال الغيب ويستهزئوا { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ } [ المعارج : 37 ] ؛ أي : جماعات متفرقين حولك ، يسمعون كلامك وأخبارك عن حكم الوارد ، يكذبون بالقلب ، ويستهزئون به إذا تفرقوا من مجلسك { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [ البقرة : 15 ] . { أَيَطْمَعُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } [ المعارج : 38 ] بأنهم يجيئون بالصورة عندك ويجلسون معك نفاقاً ورياءً وسمعةً ، أن يدخل جنة القلب { كَلاَّ } ؛ أي : لا يدخل جنة نعيم حتى يطهر قلبه من النفاق ، ويصدقك وحظ السالك من هذه الآية أن يجتهد في الخلوة عند غلبة الذكر ، ولمعان الأنوار لا تغتر بها نفسه يمنع صاحبه عن الاجتهاد والمبالغة في الذكر ؛ لشؤمه من هذه الحالة ، ولو اغتر بها لمنع عن الدخول في جنة القلب . { إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ } [ المعارج : 39 ] ؛ يعني : من نطفة ثم نربيها طوراً فطوراً ؛ حتى صارت ذاكرة فينبغي ألاَّ ينسى أزل حاله ، ولا يغش بما فيه من نعيم مشاهدة الآيات الآثارية ؛ لئلا يحرم عن مشاهدة الآيات العقلية ، ولا يغتر بها أيضاً ؛ لئلا يحرم عن مشاهدة الصفات ، ولا يقنع بها ؛ لئلا يحرم عن المعارف الذاتية .