Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 26-28)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } [ نوح : 26 ] ؛ يعني : على أرض البشرية من القوى المستكبرة الآبية الظالمة أحد يدور في فج من فجاجها { إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } [ نوح : 27 ] ؛ يعني : إذا بقي خاطر من خواطر الهوى في الباطن ، أو قوة من القوى النفسية الفاجرة يضلوا القوى المؤمنة ويلدوا خواطر هوائية ليضلوا الصورة المسلمة اللائمة وهذا في مبادئ السلوك ؛ إذا تنور القلب من الذكر وخرج طوفان ماء القالب من غلبة الذكر تسأل اللطيفة عن الرب ، ألا تذر على وجه الأرض أرض البشرية خاطراً من خواطر الهوى ، وتدعو أيضاً لنفسها ولقواها التابعة لها ولروحها ولقالبها ولمن دخل بيت قلبها المغفرة بقوله : { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } [ نوح : 28 ] ؛ يعني : رب اغفر لي ولروحي ولقالبي ولقوى قالبي وللقوى المؤمنة النفسية من القوى الفاعلة والقابلة ، { وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } [ نوح : 28 ] ؛ يعني : رمز القوى الظالمة القالبية والنفسية تدميراً لا انتعاش لها بعد ، وأهلكهم هلاكاً ، لا ظهور لها بعد فيا أيها السالك : ينبغي أن تعتبر بهذه السورة ، ولا تعجل في الدعاء على أمتك ؛ بل تدعو لهم وتتبع سنة نبيك الرفيق الشفيق على أمته ؛ لأن { لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ } [ الأحزاب : 21 ] . ولأجل هذا السر أمر المشايخ مريديهم أن يسروا على أنفسهم في الخلوات أبواب الدعوات ، لا يسألون الله شيئاً قط ؛ لأنهم كأنهم كانوا جاهلين في بداية أمرهم بما سألوا من الله بجهلهم شيئاً إن أجابهم الله ، ضيع استعدادهم وهم جاهلون به وقت الدعاء والسؤال ؛ فعليك أن تأخذ من ظاهر تفسيرها حظ ظاهرك ، وتأخذ من باطن تفسيرها حق باطنك ؛ لتكون سنياً كاملاً ظاهرياً وباطنياً ، اللهم اجعلنا محفوظين بظاهر القرآن وباطنه وحده ومطلعه بمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .