Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 21-25)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً } [ نوح : 21 ] ؛ يعني : ما سمعوا دعوتي وأعرضوا عني وأقبلوا على هواهم الذي لم يزد استعدادهم وخاطرهم { إِلاَّ خَسَاراً } [ نوح : 21 ] ؛ أي : نقصاناً في دين متبعيه بترك الإيمان ، وفي دنياهم بالفناء عن قريب وإبقاء نيران الحسرة في وجودهم { وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً } [ نوح : 22 ] ؛ يعني : حرثوا القوى اللطيفة الداعية لها ؛ لتعلموا بالآمالي والآمال . { وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ } [ نوح : 23 ] ؛ يعني : هواكم { وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً } [ نوح : 23 ] ؛ يعني : مودة الهوى ، { وَلاَ سُوَاعاً } [ نوح : 23 ] ؛ يعني : الساعة التي بينها لكم لتعبدوه فيها ، { وَلاَ يَغُوثَ } [ نوح : 23 ] ؛ يعني : ولا استغاثة { وَيَعُوقَ } [ نوح : 23 ] ، والقوة الهوائية التي هي عائقة لكم عن ترككم الشهوات ، { وَنَسْراً } [ نوح : 23 ] . { وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً } [ نوح : 24 ] ؛ يعني : القوة الطائرة الهوائية في وجود بني آدم ؛ يعني : القوى النفسية الضامرة المستكبرة فتعبدون آلهة هواها وضوء القوى الهوائية ، والزمان الذي عين لهم الهوى بعبادتها فهذه أرباب لهم ( وإلههم هواهم ) ؛ يعني : لم يتركوا عبادة آلهتهم وأربابهم ، ولا يعبدون رب اللطيفة على الأمم التي هي قواها ، أنهم كانوا ظالمين باتخاذ الأرباب والآلهة من دون الله الرب الذي خلقهم ورباهم وأعطاهم الاستعدادات والقوى ، ووضع اسم الآلهة على الهوى وهذا من أفحش الظلم ؛ لأن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ، { مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ } [ نوح : 25 ] بالطواف المائية القالبية المكدرة الظلمانية في الدنيا ؛ { فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً } [ نوح : 25 ] ؛ يعني : في النار القالبية المشتعلة من نار الكبر والحسد بعد الطوفان .