Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 1-7)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أيتها اللطيفة الخفية التالية كلام الحق ؛ إذا استمعت منك القوى النفسية القوى المؤمنة الجنية فمدي في تلاوتك ، وأحسني في قراءتك وخبري تخبيراً ؛ فافهم إذا رجعوا إلى قومهم يقولون : { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ } [ الجن : 1 - 2 ] فيمكن أن يؤمن بهم كثير من القوى النفسية . ويدعو أمر اللطيفة الخفية لما تسمع ما يقول تعالى في كتابه الكريم : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوۤاْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً * وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً } [ الجن : 1 - 3 ] ؛ يعني : إذا استمعوا الوارد يؤمنون بالله وحده ، ويتقون عن الشرك وعن شبهة ثالث الثلاثة كما بينا في سورة التوحيد ، ويقولون تعالت قدرة ربنا عن أن يحتاج إلى اتخاذ صاحبة ؛ لإيجاد الخلق { وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً } [ الجن : 4 ] ؛ يعني : اللطيفة النفسية الجاهلة الغير المتخلصة عن الظلمات الحظوظية الباطلة ما على الله عدواناً وكذباً . { وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } [ الجن : 5 ] ؛ لأجل ذلك كنا ملنا إلى اللطيفة الجاهلية ، { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ } [ الجن : 6 ] ؛ أي : من القوى القلبية المشتغلة بالتزكية { يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ } [ الجن : 6 ] ؛ أي : بقوى النفس الأمارة { فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } [ الجن : 6 ] ؛ أي : زاد للقوى الأمارة باستعاذة قوى القالب إليها طغياناً وكفراً ؛ فينبغي للسالك أن يحترز في أثناء سلوكه بالإصغاء إلى المعاني الغيبية التي من إلقاء القوى الأمارة ، ولا يستمد من تلك القوى البتة حتى ينتمي سلوكه ، ويصل حضرة الله تعالى ويصير متصرفاً في جميع القوى بأمر الحق ؛ ليستعملها فيما يشاء كما يشاء على وفق الإشارة . { وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ } [ الجن : 7 ] أيها القوى الكافرة الجنية الخبيثة ، ظنوا بالله ظنوناً ما ظنت أيتها القوى الكافرة الأسنية ، وهي القوى القالبية الملوثة بأقذار الطبيعة { أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً } [ الجن : 7 ] ؛ يعني : ظننتم أن الله لن يبعث أحداً منا من قبول القالب .