Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 25-28)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً } [ الجن : 25 ] ؛ يعني : قل لا أدري إن ذلك قريب أم بعيد { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } [ الجن : 26 ] ، ربنا وهذا من علوم الغيب ، { فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } [ الجن : 26 ] ؛ يعني : لا يظهر ربنا ولا يكشف على أحد علم غيبه المخصوص به ، { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ } [ الجن : 27 ] ، يستثني ويقول الله ، إلا من يصطفيه بالرسالة فإنه محرم لسره وأمين على وحيه لا ينطق عن الهوى ولا يتكلم ، إلا بأمر المولى { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } [ الجن : 27 ] ؛ يعني : يجعل له حرساً من خواطر السكينة محرسة ورصداً من نور الجذبة يرصده ؛ لئلا تقدر القوى الخبيثة النفسية على استراق السمع والاطلاع على الوارد القدسي ، ويدفعون الشياطين على إلقاء خاطر في نفسه ؛ لتتكلم اللطيفة المرسلة به ظناً بأنه من الوارد ؛ { لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ } [ الجن : 28 ] ؛ يعني اللطيفة المرسلة أن الخواطر التي جاءت من عند السكينة ، أبلغوا رسالات ربهم من غير شوب بالخواطر الشيطانية . { وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ } [ الجن : 28 ] ؛ ويعني : أحاط علم الله بما عند الرسل من أبراره { وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً } [ الجن : 28 ] ؛ يعني : أحصى نعمه ومعارفه التي أنعم على اللطيفة ، وعدها عدداً تذكره اللطيفة ، واشتغل بأداء شكره ، ولا يمكن لأحد أن يشكر ربه حق شكره أبد الآباد ؛ لاعتراف من إذا حق شكره ، فإن اعترافه بالعجز عن أداء حق شكره غاية شكر لربه ، اللهم اجعلنا عارفين نعمك معترفين بالعجز عن أداء حق شكرك بمحمد صلى الله عليه وسلم .