Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 20-24)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً } [ الجن : 20 ] ؛ يعني : تتوجه اللطيفة على الحق وتذكره وتقول : لا أشرك به أحداً ، ولا أذكر غيره أحداً ، ولا آذن أن يدخل الخاطر في ذكر الله أبداً . { قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً } [ الجن : 21 ] ؛ يعني : قل للخواطر المتجمعة عليك : إني لا أملك أن أرفع عنكم ضراً ، ولا أن أسوق إليكم نفعاً { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } [ الأعلى : 7 ] ، وهذا القول في بداية حال السالك ، إذا اجتمعت عليه القوى القالبية والنفسية ليستمعوا منه الفوائد وإرادتهم ضد السالك على سلوكه . فيجب عليه في هذا المقام ، أن يدفعهم عن نفسه بهذا الكلام ، فأما في النهاية فيرشدهم ويهديهم ويعرفهم أمر الله تعالى { قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ } [ الجن : 22 ] ، ولن يمنعني من عذابه أحد إن اشتغلت في هذا المقام بغير ذكر يعزز الذكر عن القلب أو القلب عن الذكر { وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } [ الجن : 22 ] ، الذكر للقلب ملجأ ولا من دون القلب للذكر مسكناً وملتحداً . { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ } [ الجن : 23 ] ؛ يعني : إلا ما أمرني أن أبلغ وأرسل لأجل البلاغ إليكم ، لو أشتغل بالإبلاغ والإرسال لا يضرني ذلك الإبلاغ { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } [ الجن : 23 ] بعد إرسال الله إليكم رسوله وإبلاغ اللطيفة المرسلة المبلغة أمره إليكم { فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً * حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ } [ الجن : 23 - 24 ] ؛ يعني : يعذبون في مشعلة قلوبهم حتى يبعثوا من قالبهم ويشاهدوا ما ادخر الله لهم ؛ { فَسَيَعْلَمُونَ } [ الجن : 24 ] في ذلك الوقت { مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً } [ الجن : 24 ] ؛ أي : اللطيفة الملوثة القالبية والنفسية أضعف ناصراً لقواهم المتبعة لهواها ، أم اللطائف المطهرة لأتباعها من القوى المؤمنة المتابعة لمولاها ، أو القوى القالبية والنفسية الفاجرة أقل عدداً ، أم القوى القلبية البشرية والروحية والخفية المؤمنة .