Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 1-17)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يا أيها المنذر لا تدثر بدثار القالب ، { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } [ المدثر : 1 ] من خوف وارد القلب ، { قُمْ فَأَنذِرْ } [ المدثر : 2 ] قواك بأمر الرب ، { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } [ المدثر : 3 ] ؛ أي : عظم الرب عما تصفه القوى الكافرة ، { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } [ المدثر : 4 ] ؛ يعني : طهر بماء الذكر ثياب وجودك ليمكن لك أن تعظم الرب ، { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } [ المدثر : 5 ] ؛ يعني : اهجر الرجز بعد تطهير الثياب ؛ لئلا يلوث بالخاطر الهوى ، { وَلاَ تَمْنُن } [ المدثر : 6 ] بتكثير ؛ يعني : لا تنذر الخلق لنفسك ، ولا تنصحهم لحظك ، ولا تعط مالك من المعارف الآثارية تريد به وجاهتك حتى يفيض عليك من المعارف الصفاتية ، { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } [ المدثر : 6 ] في نفسك عين معرفتك حتى يشرفك الله بالمعارف الذاتية ، ولا تعمل لله مراقبة جهره لتكون مخلصاً في عملك . { وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ } [ المدثر : 7 ] ؛ يعني : فاصبر على كتمان الأسرار خاصة لأمر الرب وغيره على محذرات أسراره المقدسة ؛ لئلا يطلع عليها الأغيار ، { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } [ المدثر : 8 ] ؛ يعني : إذا نفخ في الصور التي هي كالناقور ، وفي عالم الأنفس ناقور كل أحد قالبه ، والنافخ فيه قوة إسرافيلية كما ذكرنا من قبل ، { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } [ المدثر : 9 ] ؛ يعني : النفخ في القالب في تلك الساعة أمر عسير ، { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [ المدثر : 10 ] ؛ أي : على القوى الكافرة ، { غَيْرُ يَسِيرٍ } [ المدثر : 10 ] ليس بعده عسرة رجاء اليسر . { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } [ المدثر : 11 ] ؛ يعني : أيتها اللطيفة الخفية المنذرة ذرني ومن خلقت من القوى وحيداً من غير شريك ، { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } [ المدثر : 12 ] ؛ يعني : جعلت له استعدادات كثيرة ، وأعطيته آلات وأدوات لأجل الكسب ، { وَبَنِينَ شُهُوداً } [ المدثر : 13 ] ؛ يعني : بنتائج شاهدين لها مأمور بأمرها معينين على كسبها ، { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } [ المدثر : 14 ] ؛ يعني : بسطت له بساط العيش على أحسن وجه خيراً من لطائف النباتات والحيوانات العلوية والسفلية ، { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } [ المدثر : 15 ] بعناده وكفرانه ؛ يعني : { كَلاَّ } [ المدثر : 16 ] ؛ أي : ليس الأمر كما ظن ، { إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } [ المدثر : 16 ] كما بينا له أنه عاند اللطيفة المنذرة والآية البينة معاندة جحوداً وإنكارا { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } [ المدثر : 17 ] سأكلفه اليوم مشقة دائمة صاعدة أبد الآباد .