Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 18-30)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } [ المدثر : 18 ] ؛ يعني : القوى الكافرة إذا فكرت في حقيقة الوارد ما تنطق به اللطيفة المنذرة ، وقدر في نفسه أن يؤمن بما نطقت اللطيفة ، ثم فكرت في ترك اختيارها وتسليمها اللطيفة ، وترك مشتهياتها قدرت تقدير أسوء وأنكرت الآية البينة ، { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } [ المدثر : 19 ] ؛ أي : طرح عن حضرة الحق ، { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } [ المدثر : 20 ] على طريق التعجب ؛ يعني : بعدما علم وذاق حلاوة الوارد كيف قدر نفسه إنكاره ، { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } [ المدثر : 20 ] ثم لعن وطرح كيف قدر في نفسه إنكار الآيات البينات بعد مشاهدتها . { ثُمَّ نَظَرَ } [ المدثر : 21 ] ؛ أي : نظرة القوة الكافرة على ترك هواها ، { ثُمَّ عَبَسَ } [ المدثر : 22 ] ؛ أي : عبس وجهها على ما فكرت في ترك هواها وتسليمها للطيفة ، { وَبَسَرَ } [ المدثر : 22 ] ؛ أي : كره كراهة شديدة في قبول ما تنطق به اللطيفة ، { ثُمَّ أَدْبَرَ } [ المدثر : 23 ] ؛ أي : تولى عن قبول الحق ، { وَٱسْتَكْبَرَ } [ المدثر : 23 ] ؛ أي : أبى أمر الحق استكباراً بنفسه بأنه كيف يكون تبعاً لغيره ، { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } [ المدثر : 24 ] ؛ أي : ليس هذا الوارد الذي يرد على اللطيفة المنذرة إلا سحر يروى عن شجرة قواها ، { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } [ المدثر : 25 ] يقول من تلقاء نفسه ، وألقاه قواها الساحرة له . { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } [ المدثر : 26 ] ؛ يعني : القوة الكافرة لسوف أصليها في سقر قالبها ، وهو اسم من أسماء جهنم التي تتعلق بالقالب ، { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } [ المدثر : 27 ] ؛ يعني : سقر قالب جهنم محماة بنيران البغض والكبر وحب الشهوات ، { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } [ المدثر : 28 ] ؛ أي : لا تبقي أهلها أحياء ولا تذرهم أمواتاً ، { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } [ المدثر : 29 ] مغيرة لوجه البشرية حتى يصير مكدراً صبوراً ، وتلوح له هذه الحالة ويشاهد وجهه عياناً ، { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [ المدثر : 30 ] من القوى العنصرية إذا ضربت أربعة في أربعة يحصل ستة عشر ، وخاصية المعدنية والنباتية والحيوانية على هذه الستة تسعة عشر من قواها ، وخواصها في صورها هائلة موكلة ليشعلوا نيرانها ويعذبوا فيها أبد الآباد .