Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 31-37)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلَٰئِكَةً } [ المدثر : 31 ] ؛ يعني : كانوا مأمورين بأمور بأمر الله غالبين على الهوى الجسماني غير مغلوبين ، { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ المدثر : 31 ] ؛ يعني : فتناهم بقواهم وبعدد قواهم الذين ظنوا أن يقدروا على غلبتهم لقلة عددهم ، وما ظنوا أن قواهم كانوا قائمين بهم واليوم غالبون بأمر الرتبة عليهم ؛ { لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ } [ المدثر : 31 ] عدتهم بما أوتوا من علم الوارد ، { وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِيمَٰناً } [ المدثر : 31 ] ؛ يعني : يزداد إيماناً من شاهد هذه القوى في نفسه ، وعلم عددها إذا جاء الوارد وبيَّن هذه الأعداد كما هي إيماناً مشاهدياً على إيمان مكاشفي ، { وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ } [ المدثر : 31 ] ألاَّ يشكون فيما جاء به الوارد ونطقت به اللطيفة المنذرة يعلمهم بما في كتابهم مسطوراً ، { وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } [ المدثر : 31 ] ؛ أي : القوى المنافقة التي ما طهرت بماء الوارد باطنها ، { وَٱلْكَٰفِرُونَ } [ المدثر : 31 ] والقوى المنكرة للوارد واللطيفة المنذرة ، { مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً } [ المدثر : 31 ] ؛ يعني : أي شيء أراد الله بهذا المثل ؟ أي : لا تحقق لعدتهم بل هو مثل ضربه لمعنى خاص لا يتعلق بسقر ، { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } [ المدثر : 31 ] ؛ يعني : الله أعلم باستعداد كل أحد من الخلق فمن شاء أن يكون مظهراً لقهره واستعداده لائق بأن يكون مضل قهره يضله ، ومن شاء أن يكون مظهراً للطفه واستعداده قابل للطف يهديه ، { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } [ المدثر : 31 ] وما يعلم بالقوى التي خلقها في مملكتك إلا هو ، { وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } [ المدثر : 31 ] ؛ يعني : ذكر النار والسقر ؛ لأجل الموعظة ليتعظ ويذكر أهوالها وينب إلى الله ويخافها . { كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ } [ المدثر : 32 ] هذا قسم يقول حقاً وحق اللطيفة الجمالية الطالعة في القلب ، { وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } [ المدثر : 33 ] وحق اللطيفة الجلالية المستكنة في القالب ، { وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } [ المدثر : 34 ] وحق اللطيفة الحاجزة بين بياض الجمال وسواد الجلال التي أودعناها في الصدور والألوان ، التي يشاهد السالك المبتدئ بعد خروجه عن ظلمات القالب ألوان هذه اللطيفة المستودعة في الصدر ، { إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } [ المدثر : 35 ] جواب القسم ؛ يعني : بحق هذه اللطائف إن سقر لأحدى الكبر ؛ أي : آية من آياتها الكبرى . { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } [ المدثر : 36 ] ؛ يعني : هي منذرة للقوى البشرية ، { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } [ المدثر : 37 ] ؛ يعني : هذه نذيرة لمن شاء منكم أن يتقدم إلى معصية أو يتأخر عن طاعة ، وبعبارة أخرى أن يتقدم إلى الحق أو يتأخر عن الحظ .