Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 81, Ayat: 1-14)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أيها المدل بضياء شمسك ، وأنوار نجومك ، وثبات جبالك ، وكثرة عشائرك ومالك ، وأنعامك وأملاكك ، وأعوانك ، { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } [ التكوير : 1 ] ؛ يعني : إذا أظلمت شمس روحك وأمرت بالتكوير ، { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } [ التكوير : 2 ] ؛ يعني : إذا أُذهب بضوء نجوم حواسك وبقيت مكدرة منتثرة متحلَّلة ، { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } [ التكوير : 3 ] ؛ يعني : إذا سيرت جبال قالبك وهي كانت سير كلي طرفة عين ، ولكن ما كنت تشاهد سيرها فيشاهدها في هذه الساعة ، { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } [ التكوير : 4 ] ؛ يعني : عشار القوى القالبية عطلت ؛ أي : تركت مباركها ، { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } [ التكوير : 5 ] ؛ يعني : وحوش الأخلاق الذميمة النفسانية جمعت وغلبت وكثرت في عينك ، { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } [ التكوير : 6 ] ؛ يعني : بحار عنصرية مائيتك سجرت بحرارة نزع الروح عن قالبك ، { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } [ التكوير : 7 ] ؛ يعني : زوجت كل قوة نفسانية بعملها الذي عملته في دار الدنيا ، { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } [ التكوير : 8 - 9 ] ؛ يعني : سئلت عن الخواطر الإلهامية التي وردت على السالك وهو نفاها وقتلها ، ووأدها في قبر القالب وظلمها ، { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } [ التكوير : 10 ] ؛ يعني : نشرت صحف أعمال كل أحد خيراً كان أمر شراً ، { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } [ التكوير : 11 ] ؛ يعني : يرفع سماء الصدر حتى يكشف ما في صدورهم ، بعبارة أخرى : قلعت أوتادها وطويت كطي السجل للكتاب . { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } [ التكوير : 12 ] ؛ يعني : أحميت جحيم النفس بنيران الهوى ، { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } [ التكوير : 13 ] ؛ يعني : زينت جنة القلب وقربت لأولياء الله تعالى ، { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } [ التكوير : 14 ] ؛ يعني : أيها المذل : إذا ظهرت هذه العلامات { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } [ الانفطار : 5 ] فيما أُحضر .