Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 14-25)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّهُ ظَنَّ } [ الانشقاق : 14 ] في دار الدنيا { أَن لَّن يَحُورَ } [ الانشقاق : 14 ] ؛ أي : لن يرجع إلينا { بَلَىٰ } رجوعه كان إلينا . { إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } [ الانشقاق : 15 ] كان بمشهد الحق كل ما كان عامله من اتباع الهوى ومخالفة أمر المولى ، { فَلاَ أُقْسِمُ } [ الانشقاق : 16 ] ؛ أي : أقسم بالسر الذي أودعت { بِٱلشَّفَقِ } [ الانشقاق : 16 ] عند غروب شمس الروح ، { وَٱللَّيْلِ } [ الانشقاق : 17 ] ؛ أي : والسر الذي أودعته بجلالي في سوار ليلة الموت وفوت ضياء الشمس ، { وَمَا وَسَقَ } [ الانشقاق : 17 ] ؛ أي : والسر الذي أودعت في ضم المنتشرات وجمع المتفرقات حالة النزع ، { وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ } [ الانشقاق : 18 ] والسر الذي أودعت في قمر القلب في تلك الساعة إذا أتم نوره ليبصر به عند كشف الغطاء الذي يكون بصره حديداً ويتمنى الرجوع والمهلة ولا ينفعه التمني . { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } [ الانشقاق : 19 ] ؛ يعني : لتركبن اللطيفة المطاوعة درجة بعد درجة في تلك الساعة ، ورتبة بعد رتبة حتى تقربها إلى الله زلفى ، { فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ الانشقاق : 20 ] هذا استفهام بمعنى الإنكار ؛ أي : فما للقوى الكافرة لا يؤمنون ، فهذا مخصوص في عالم الأنفس بالسالك الذي شاهد طيفه يصعد إلى الحق ، وأنكر بعد ذلك الصور بتلقين الشيطان ، وكذَّب تلك الحالة وظن أنه كان خيالاً ، { وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ } [ الانشقاق : 21 ] آيات الأنفس { لاَ يَسْجُدُونَ } [ الانشقاق : 21 ] ؛ أي : لا يتواضعون للحق ولا يؤمنون به ، { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الانشقاق : 22 ] ؛ بل الذين جعلناهم مظاهر قهر ، وحكمنا عليهم بالكفر { يُكَذِّبُونَ } [ الانشقاق : 22 ] هذه الآيات { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } [ الانشقاق : 23 ] ؛ أي : بما يحفظون في صدورهم ؛ لأنه أودع فيهم سر مظهريتهم لقهره ، { فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الانشقاق : 24 ] وهذا سخره لهم { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [ الانشقاق : 25 ] ؛ أي : غير مقطوع ولا منقوص ، فعليك أيها السالك أن تخضع لأمر الحق ، وتصدق الآيات الأنفسية التي تطرأ عليك والقرآن الذي يقرأ عليك لطيفتك السرية ، وتؤمن بالحق الذي أنزل عليك ، وتعمل بما فيه ليكون لك أجراً غير ممنون . اللهم ارزقنا الإيمان الصحيح بالآيات الأنفسية والأفاقية بمحمد صلى الله عليه وسلم .