Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 10-17)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ } [ الطارق : 10 ] أن يشتغل سيده بتربيته { وَلاَ نَاصِرٍ } [ الطارق : 10 ] أن ينصره على استرضائه إذ أذنه بالرجوع ليربيه حق تربية ، ثم يقسم بالقوة التي أودعها في سماء الصدر بأن تمطر على رحم القالب ماء الرحمة لينعقد نطفة اللطيفة الإرادية ، ويقول : { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ * وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } [ الطارق : 11 - 12 ] ؛ أي : أرض القالب التي أودع فيها سر الربوبيّة ؛ لتتصدع وتأخذ الماء وتنبت منه الشجرة الطيبة التي هي اللطيفة الإرادية . { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } [ الطارق : 13 ] ؛ أي : هذا الذي أنزلنا عليك لقول حق يفصل بين الحق والباطل { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } [ الطارق : 14 ] ؛ يعني : هذا قول جد صدق لا لغو ولا هزل إن كنت تشتغل بتربية هذه اللطيفة الإرادية تصل إلى مرتبة الولاية ، وإن كنت تهمل حق هذه اللطيفة وتقصر في تربيتها تعذب عذاباً أليماً ، { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } [ الطارق : 15 ] ؛ يعني : القوى الطبيعية يكيدون ألا تبلغ الرجال هذه اللطيفة مبلغ الرجال لئلا تسلط عليهم ، { وَأَكِيدُ كَيْداً } [ الطارق : 16 ] ؛ يعني : استدرجهم من حيث يكيدون وأعد لهم بما يكيدون ، { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ } [ الطارق : 17 ] ؛ أي : مهل القوى الطبيعية الكافرة أياماً قلائل ؛ ليعمروا دركاتها ويشعلوا نيرانها ، { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } [ الطارق : 17 ] ؛ يعني : أنظر لهم ولا تستعجل ؛ لكي يتمتعوا ويلههم الأمل فيأخذهم أخذ بغتة ، وتعد لهم بما كادوا باللطيفة الإرادية عذاباً شديداً ؛ وهو عذاب الاطلاع على عرش اللطيفة وما أودع الله لصاحبها من النعيم المقيم والملك العظيم في جنة قلبها ، ونحشرهم على فوات الاستعداد الذي يمكن ترتيبها . اللهم وفقنا لتربية اللطيفة الإرادية المثمرة نور الولاية بحق محمد صاحب الهداية صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .