Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 1-9)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أيها الطارق في ليل القالب من سماء الصدر الطالب ، محبوب القلب الكاسب ، مطلوب الرب في سوق القدر ، اعلم أن الله أقسم بالسماء والطارق في كتابه بقوله : { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ * ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } [ الطارق : 1 - 3 ] ؛ يعني : النجم المضيء من نور العرش الذي هو مستوى الرحمن ، يطرق من السماء إلى عالم البشرية في ظلمة ليل القالب ، { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } [ الطارق : 4 ] جواب القسم ؛ يعني : ليس كل نفس لما عليها منا حافظ ، وحفظتك من هذا القبيل يحفظونك من العاهات الجسمانية والآفات الروحانية ، وأنت غافل عن نفسك وعن حفظك وتحسب أنك خلقت للأكل والشرب ، والجماع كالبهائم ولا تتفكر في خلقك { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } [ الطارق : 5 - 7 ] النازل من سماء صدرك ، أما تعلم أن الله خلق لطيفتك الإرادية من ماء الرحمن المصبوب في رحم قالبك مما كان مودعاً في صلب روحك ، ومن ماء التربية المستودع في ترائب قالبك وقت التخمير ؟ { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } [ الطارق : 8 ] ؛ يعني : أن الله قادر على رجعه { لَقَادِرٌ } إلى أصله إن لم يعطه حقه ، فالواجب عليك أيها المريد ، أن تغتنم نزول اللطيفة الإرادية في قلبك وتربيها أحسن مما يربي أحد ولده العزيز ؛ لأن ذلك الولد عدو لك وفتنة لك ، وهذا الولد مبارك عليك حبيب لك يوصلك إلى حضرة ربك { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } [ الطارق : 9 ] يظهر لكل أحد في ذلك اليوم سر هذا الولد العزيز ويندم على تقصيره في تربيته ولا ينفعه الندم .